مجزرة الاحتلال في دوار النابلسي: 112 شهيدًا على الأقل وأكثر من 1000 مصاب
في واحدة من أبشع المجازر التي شهدها قطاع غزة في الأيام الأخيرة، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في منطقة دوار النابلسي بمدينة غزة، راح ضحيتها 112 شهيدًا على الأقل، فيما تجاوز عدد المصابين 1000 شخص، في حصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث تحت الأنقاض.
المجزرة: حصيلة مروعة وتدمير واسع
العديد من الشهادات التي جمعتها وكالات الأنباء المحلية والدولية أكدت أن القوات الإسرائيلية شنت هجومًا عنيفًا على المنطقة، مستخدمة الطائرات الحربية والدبابات. الهجوم أسفر عن تدمير العديد من المباني السكنية، ما أدى إلى وقوع مئات من الضحايا المدنيين، في وقتٍ كانت فيه المنطقة تعج بالعائلات التي تحاول النجاة من ويلات الحرب.
وقال محمود أبو داوود، أحد الناجين من الهجوم، في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية: "لقد كانت لحظات رعب حقيقي. لم نكن نعرف من أين سيأتي الهجوم. الطائرات كانت تقصف المنازل بشكل عشوائي، والجميع كان يركض في كل الاتجاهات."
الحكومة الإسرائيلية تحاول التنصل من المسؤولية
في محاولة للتنصل من المسؤولية، حاولت الحكومة الإسرائيلية تبرير الهجوم بكونه جزءًا من عملية عسكرية تهدف إلى "حماية الأمن الوطني" ومكافحة ما تسميه "الإرهاب الفلسطيني". وفي هذا السياق، صرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلاً: "الجيش الإسرائيلي يقوم بواجباته في إطار الدفاع عن نفسه ضد الهجمات الصاروخية المتزايدة من غزة، ولن نتراجع عن ملاحقة القادة العسكريين لحماس."
ورغم محاولات التنصل، فقد واجهت الحكومة الإسرائيلية انتقادات شديدة من المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية بسبب الاستخدام المفرط للقوة في مناطق مكتظة بالسكان المدنيين.
الأمم المتحدة تدين: ما يحدث في غزة مذبحة
من جانبها، أدانت الأمم المتحدة مجزرة دوار النابلسي، حيث وصف أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الهجوم بأنه "مذبحة" بحق المدنيين الفلسطينيين. وقال غوتيريش في بيان: "ما يحدث في غزة هو انتهاك خطير لحقوق الإنسان. لا يمكن تبرير الهجمات على المدنيين تحت أي ظرف من الظروف. يجب على جميع الأطراف أن يلتزموا بالقانون الدولي ويضعوا حداً لهذه المعاناة."
كما طالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتحقيق دولي في المجزرة، في حين دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف التصعيد وإنهاء الحصار المفروض على غزة.
الاحتجاجات في أنحاء العالم: دعوات لوقف المجازر
في العديد من العواصم العالمية، خرجت مظاهرات حاشدة احتجاجًا على المجزرة، حيث طالب المتظاهرون الحكومات الدولية بفرض عقوبات على إسرائيل ووقف الدعم العسكري لها. كما حمل المحتجون لافتات تطالب بوقف الأعمال الحربية وفتح قنوات الحوار من أجل إيجاد حل سلمي للصراع.
الآثار الإنسانية والاقتصادية للمجزرة
تسببت المجزرة في دوار النابلسي في أزمة إنسانية طاحنة، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أن المستشفيات المحلية في غزة أصبحت غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين، بينما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى توفير مساعدات عاجلة للمتضررين.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت المجزرة في دمار هائل للبنية التحتية في المدينة، حيث تضررت شبكات الكهرباء والمياه، مما زاد من معاناة السكان الذين كانوا يعانون من ظروف قاسية جراء الحصار المستمر.
مجزرة دوار النابلسي تبرز مرة أخرى حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة، وسط تصاعد الهجمات الإسرائيلية. ومع استمرار صمت المجتمع الدولي عن هذه الانتهاكات، يبقى التساؤل قائمًا حول مدى قدرة المنظمات الدولية على اتخاذ خطوات حاسمة لوقف هذه المجازر وحماية المدنيين الفلسطينيين من المزيد من التدمير والمعاناة.