بكين تدفع بأسطول الـ46 لتأمين مصالحها البحرية في الشريان الملاحي
أعلنت الصين عن إرسال أسطولها الـ46 إلى البحر الأحمر في خطوة لافتة تهدف إلى تأمين مصالحها البحرية وحماية خطوط الإمداد الحيوية عبر هذا الشريان الملاحي الاستراتيجي. ويأتي هذا التحرك وسط قلق دولي من الصراع القائم في غزة، والذي بدأ يلقى بظلاله على الأمن الإقليمي والعالمي، فضلاً عن التوترات المستمرة في الصراع بين واشنطن وبكين على خلفية النفوذ في المنطقة.
الصين تدفع بأسطولها الـ46
أعلنت وزارة الدفاع الصينية عن نشر أسطول الـ46 في البحر الأحمر لتعزيز تأمين خطوط الإمداد البحرية التي تشكل جزءاً أساسياً من شبكة النقل البحري الصينية. وقالت الوزارة في بيان رسمي إن الأسطول سيتولى مراقبة الوضع الأمني في البحر الأحمر، وهو ممر رئيسي للنفط والتجارة العالمية.
"نحن نعتبر البحر الأحمر شرياناً حيوياً للتجارة العالمية ونؤكد على استعدادنا لتأمين مصالحنا في المنطقة"، جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، الذي أضاف أن "الوجود الصيني سيهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة وحماية السفن الصينية من أي تهديدات محتملة."
القلق من صراع النفوذ مع واشنطن
تحركات الصين في البحر الأحمر تثير القلق لدى الولايات المتحدة وحلفائها، الذين يرون أن هذه الخطوة قد تزيد من تعقيد الصراع الإقليمي في منطقة تشهد توترات متزايدة، خاصة في ظل تزايد الأزمات مثل حرب غزة والتهديدات الأمنية في مضيق باب المندب. وقد أعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم من توسع النفوذ الصيني في المنطقة، مؤكدين أن الولايات المتحدة لا تزال تعتبر البحر الأحمر جزءًا من مناطق اهتمامها الاستراتيجي.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "نحن نراقب عن كثب التحركات الصينية في البحر الأحمر. أي محاولة لتعزيز النفوذ العسكري في هذه المنطقة تعتبر تهديداً للاستقرار الإقليمي، ونحن نعمل مع شركائنا لضمان أمن الممرات البحرية الدولية."
تداعيات حرب غزة على الأمن الإقليمي
تشير التحركات الصينية في البحر الأحمر إلى الأبعاد الجيوسياسية المتزايدة للأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، حيث يشكل الصراع المستمر في غزة أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في تصعيد التوترات. ومن المتوقع أن يكون لاستمرار القتال في غزة تداعيات واسعة على الأمن الإقليمي، بما في ذلك تأثيره على حركة التجارة والبحار الاستراتيجية.
إضافة إلى ذلك، تتزايد المخاوف من أن الصراع في غزة قد يفتح جبهات جديدة تهدد استقرار المنطقة، مما يعزز الدعوات الدولية لوقف القتال، وخاصة من مصر التي طالما دعت إلى حل سياسي شامل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. الدبلوماسية المصرية أصدرت تحذيرات جدية من أن استمرار الوضع في غزة قد يؤدي إلى "تداعيات غير محمودة على الأمن الإقليمي والدولي"، محذرة من أن المنطقة قد تصبح أكثر عرضة لتدخلات دولية وتأثيرات سلبية على حركة التجارة البحرية.
الموقف المصري: تحذيرات دبلوماسية في وقت حساس
وفي وقت حساس، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً جاء فيه: "التحركات العسكرية في البحر الأحمر يجب أن تكون محكومة بالقانون الدولي ومصالح الأمن الإقليمي. مصر تدعو إلى التهدئة والعودة إلى الحلول السياسية السلمية، ونحن مستعدون للعب دور محوري في تعزيز الاستقرار الإقليمي".
التوترات الإقليمية في البحر الأحمر
منطقة البحر الأحمر تعد من أهم الممرات البحرية في العالم، حيث يمر منها حوالي 10% من التجارة البحرية العالمية، بما في ذلك صادرات النفط والغاز. كما أن البحر الأحمر يقع بين قارتين هما إفريقيا وآسيا، ويعد ممرًا حيويًا للتجارة من وإلى منطقة الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط. في السنوات الأخيرة، شهد البحر الأحمر تزايدًا في النفوذ العسكري، خاصة من الولايات المتحدة والصين، في إطار الصراع العالمي على خطوط التجارة والممرات الاستراتيجية.
التحركات الصينية في البحر الأحمر تعكس التوترات المتزايدة بين القوى الكبرى على خلفية الصراع القائم في الشرق الأوسط، بما في ذلك حرب غزة. مع استمرار تطور الوضع في المنطقة، تزداد أهمية اتخاذ خطوات دبلوماسية للحفاظ على الاستقرار ومنع تحول البحر الأحمر إلى نقطة اشتعال جديدة في الصراع العالمي على النفوذ.