احتجاجات حاشدة في إسرائيل ضد الحرب على غزة
شهدت تل أبيب وبعض المدن الإسرائيلية الكبرى مظاهرات حاشدة تحت شعار "لا فائز من الحرب على قطاع غزة"، حيث تجمع آلاف الإسرائيليين مطالبين بوقف القتال مع حركة حماس، مؤكدين أن الحرب لن تؤدي إلى أي نتائج إيجابية سواء لإسرائيل أو لغزة.
المتظاهرون: الحرب تدمير للطرفين
تجمع المحتجون في عدة نقاط وسط العاصمة تل أبيب، حاملين لافتات مكتوب عليها "السلام هو الحل" و"لا فائز في الحرب". وقالت ميرا يعقوب، وهي إحدى المتظاهرات، "لقد عشنا سنوات من العنف، وكل يوم نسمع عن ضحايا جدد، من الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني. هذه الحرب لا تصب في مصلحة أي طرف، ونريد أن نعيش في سلام."
وأضاف المتظاهرون أن الحرب على قطاع غزة أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية، محذرين من أن التصعيد المتواصل سيؤدي إلى مزيد من الدمار وتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة.
التحديات الداخلية في إسرائيل
المظاهرات تأتي في وقت حساس، حيث يشعر العديد من الإسرائيليين بالقلق من استمرار الحرب وتأثيرها على الوضع الداخلي في إسرائيل. فقد تزايدت المخاوف من تصاعد العنف في المدن الإسرائيلية مع تزايد عدد الصواريخ القادمة من غزة، وهو ما تسبب في تدهور الأوضاع الأمنية.
من ناحية أخرى، خرجت بعض الأصوات في إسرائيل تطالب الحكومة بتغيير استراتيجيتها في التعامل مع النزاع، والتركيز على الحلول الدبلوماسية بدلاً من العمليات العسكرية المتواصلة. د. آفي موسكوفيتش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، قال: "يجب أن نعيد التفكير في طريقة تعاملنا مع غزة. فالحرب لن تحقق لنا أي انتصار دائم، والحل في الحوار والمفاوضات."
الردود الحكومية: التصعيد والضغوط الدولية
بينما تعبر المظاهرات عن صوت متزايد من داخل المجتمع الإسرائيلي ضد استمرار الحرب، صرح نفتالي بينيت، رئيس الحكومة الإسرائيلية، في وقت سابق أن "إسرائيل ستواصل الدفاع عن نفسها ضد التهديدات القادمة من غزة"، مؤكداً على أن الجيش الإسرائيلي سيبذل كل ما في وسعه لتحقيق الأمن والسلامة للمواطنين الإسرائيليين.
وفي الوقت نفسه، حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الوضع الإنساني في غزة، حيث أشار أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن الحرب تسببت في معاناة شديدة للفلسطينيين في القطاع، داعياً جميع الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
الأصوات المنادية بالسلام
خلال المظاهرات، ظهرت العديد من الأصوات التي دعت إلى ضرورة البحث عن حل سياسي شامل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. المنظمة الإسرائيلية "السلام الآن" أكدت أن الحرب لا تعزز الأمن الإسرائيلي بل تؤدي إلى مزيد من العنف والمأساة. وقالت المنظمة في بيان: "إنها حرب بلا هدف واضح، وقد آن الأوان لوضع نهاية لهذا الصراع الدموي."
الآراء الدولية حول النزاع
من جانبها، أكدت العديد من العواصم العالمية على أهمية التوصل إلى تسوية سلمية. ففي تصريحاتها الأخيرة، دعت الاتحاد الأوروبي إلى الوقف الفوري للقتال بين إسرائيل وحماس، مشيرة إلى أن الحل الوحيد للأزمة يكمن في العودة إلى مفاوضات السلام، وإيجاد حل دائم يضمن الأمن لجميع الأطراف.
مظاهرات اليوم في إسرائيل تحت شعار "لا فائز من الحرب على قطاع غزة" تعكس مشاعر متزايدة من داخل المجتمع الإسرائيلي ضد استمرار التصعيد العسكري. بينما تزداد الضغوط الدولية لتسوية النزاع عبر الحوار، يبقى السؤال الأبرز: هل يمكن للطرفين إيجاد أرضية مشتركة للسلام، أم أن الصراع سيستمر في فرض نفسه على المنطقة؟