دراسة تحذر من تأثيرات الصراع بين إيران وإسرائيل على الشرق الأوسط
حذرت دراسة استراتيجية حديثة من أن إسرائيل تقوم بتصعيد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن التوازن الإقليمي في المنطقة قد يتوقف بشكل رئيسي على تطورات الصراع بين إيران وإسرائيل. الدراسة، التي أعدها مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة القاهرة، تؤكد أن تصاعد الحرب بين طهران وتل أبيب قد يدفع المنطقة نحو تشكيل تحالفات إقليمية جديدة ويزيد من خطر توسع الصراع ليشمل دولًا أخرى في المنطقة.
إسرائيل تدفع نحو التصعيد العسكري
الدراسة تشير إلى أن إسرائيل أصبحت تركز على استراتيجية التصعيد العسكري مع إيران في ظل تزايد التهديدات الأمنية من قبل طهران، بما في ذلك دعم إيران لحركات المقاومة في المنطقة. وتؤكد الدراسة أن حكومة نتنياهو ترى في التصعيد العسكري مع إيران وسيلة لتقويض قدرات طهران العسكرية وتوسيع دائرة الضغط على حلفائها في المنطقة.
في هذا السياق، قال د. سعيد الخولي، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة: "إسرائيل تحاول فرض واقع جديد في المنطقة من خلال سياسة الهجمات الوقائية ضد المنشآت العسكرية الإيرانية، وهو ما سيزيد من تعقيد المشهد الأمني ويُحتمل أن يوسع دائرة الحرب إلى جبهات جديدة."
التوازن في الشرق الأوسط: متغيرات جديدة
بحسب الدراسة، التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط أصبح يعتمد بشكل متزايد على الصراع بين إيران وإسرائيل. ذلك أن تطورات هذا الصراع ستحدد بشكل كبير شكل التحالفات العسكرية والسياسية في المنطقة. إذا استمر التصعيد، من المتوقع أن تدخل قوى جديدة على خط الصراع، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتتوقع الدراسة أن يؤدي تصاعد الصراع بين طهران وتل أبيب إلى تشكيل تحالفات إقليمية جديدة، في مقدمتها تحالفات بين إيران وبعض الدول العربية ذات التوجهات المعادية للنفوذ الإسرائيلي في المنطقة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين إيران وحزب الله اللبناني وحركات المقاومة الفلسطينية.
تداعيات التصعيد: حرب شاملة أم تحالفات جديدة؟
ورغم التحذيرات من احتمال نشوب حرب شاملة في المنطقة، يرى الخبراء أن هناك احتمالية لتشكيل تحالفات إقليمية جديدة تشمل السعودية، مصر، ودول خليجية أخرى، وذلك في إطار مواجهة التصعيد الإيراني. وتعتقد الدراسة أن هذا التحول قد يخلق موازين قوى جديدة في المنطقة ويؤدي إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يتناسب مع التحديات الأمنية الحالية.
في هذا السياق، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "نحن نراقب عن كثب أي تطورات قد تؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة. الولايات المتحدة مستعدة للقيام بدور في الحد من التصعيد وتحقيق الاستقرار."
إيران وإسرائيل: تصعيد متسارع
التوترات بين إيران وإسرائيل قد تزايدت في الآونة الأخيرة مع توجيه تل أبيب ضربات جوية على مواقع إيرانية في سوريا ولبنان، ردًا على ما تعتبره تهديدًا متزايدًا من طهران في المنطقة. في الوقت نفسه، ردت إيران على الهجمات الإسرائيلية بتصعيد أنشطتها في المنطقة، بما في ذلك دعم الجماعات المسلحة في العراق وسوريا ولبنان.
أدى ذلك إلى زيادة القلق في بعض العواصم الغربية والعربية من أن النزاع قد يتسارع ويخرج عن نطاق السيطرة. ومن جهة أخرى، يرى البعض أن التصعيد العسكري بين الطرفين قد يؤدي إلى تحالفات جديدة تساهم في تغيير الهيكل الإقليمي بشكل جذري.
الآراء الدولية: الانقسام حول التعامل مع الصراع
على الصعيد الدولي، تتباين المواقف بشأن كيفية التعامل مع هذا التصعيد. ففي حين تؤيد الولايات المتحدة دعم إسرائيل في محاربتها للنفوذ الإيراني في المنطقة، تحذر روسيا و الصين من أي تصعيد عسكري إضافي، مؤكدة على أهمية البحث عن حل دبلوماسي. وتضغط بعض دول الاتحاد الأوروبي من أجل تهدئة الأوضاع والتوصل إلى اتفاقيات جديدة تعيد التوازن إلى المنطقة.
مع تزايد وتيرة التصعيد بين إسرائيل وإيران، يبدو أن الشرق الأوسط يواجه مرحلة حساسة تتطلب تحركات دبلوماسية عاجلة للحد من تداعيات هذا الصراع الذي قد يؤدي إلى تشكيل تحالفات إقليمية جديدة ويغير خريطة القوى في المنطقة. تبقى الأسئلة مطروحة حول قدرة الأطراف المعنية على إدارة هذا التوتر بشكل يمكن أن يمنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.