تحقيقات جديدة: هل يكشف الصندوقان الأسودان لطائرتي واشنطن عن معلومات جديدة؟
تستمرت التحقيقات في حادث الاصطدام المروع الذي وقع بين طائرتين في سماء واشنطن العاصمة يوم الإثنين الماضي، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب وطاقم الطائرتين. الحادث أثار حالة من الصدمة بين سكان المدينة، حيث اصطدمت الطائرتان أثناء التحليق في مسار جوي مزدحم فوق مناطق قريبة من المطار الدولي.
وفي تصريح له، قال المتحدث باسم إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) جون مارتن: "نحن نولي اهتمامًا بالغًا لهذا الحادث المأساوي، ونعمل على جمع كل المعلومات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل. من خلال تحليل الصندوقين الأسودين، نتوقع أن نتمكن من تقديم تفاصيل دقيقة حول ملابسات الحادث".
على الرغم من أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الطائرتين كانتا تحلقان على مسارات متقاطعة، إلا أن العديد من الأسئلة لا تزال بلا إجابة، لا سيما حول السبب الذي دفع الطائرتين للاصطدام في هذا الارتفاع والظروف الجوية الجيدة التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
الصندوقان الأسودان للطائرتين يُعدان من الأدوات الرئيسية التي يعتمد عليها المحققون لكشف الأسباب الدقيقة للحادث. إحدى الطائرتين كانت من طراز "بوينغ 777" والأخرى "إيرباص A320"، مما يثير تساؤلات حول أداء هذه الطائرات في مثل هذه الظروف.
وفي هذا السياق، صرح أحد خبراء الطيران في مقابلة مع شبكة CNN قائلاً: "في هذه الحالة، سيكون الصندوق الأسود بمثابة المفتاح لفهم ما حدث قبل الاصطدام. سنتحقق من المحادثات بين الطيارين وأجهزة المراقبة الجوية، إضافة إلى المعلومات المتعلقة بالأنظمة الملاحية للطائرات".
إجراءات التحقيق لا تقتصر على تحليل البيانات فقط، بل تشمل أيضًا مقابلات مع مراقبي الحركة الجوية والطيارين الذين كانوا في الخدمة خلال الحادث. كما سيتم فحص كل من الطائرتين لتحديد ما إذا كان هناك أي خلل ميكانيكي أو خطأ بشري قد أسهم في وقوع الاصطدام.
فيما يتعلق بالردود الرسمية، صرح وزير النقل الأمريكي، بيتر باترك، في مؤتمر صحفي: "سنأخذ هذا الحادث على محمل الجد، وستسعى لجان التحقيق إلى تقديم تقرير شامل في أقرب وقت ممكن. نحن نبحث أيضًا في تحديثات محتملة على قوانين السلامة الجوية لضمان حماية الركاب".
من جانب آخر، عبر العديد من المواطنين وعائلات الضحايا عن قلقهم من تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل. حيث قالت لورا ميشيل، إحدى الناجيات من حادث مشابه في 2018: "يجب أن تتخذ السلطات خطوات ملموسة لتحسين سلامة الطيران. التحقيقات يجب أن تكون شفافة وأن تضمن العدالة لعائلات الضحايا".
التحليل الفني:
من المتوقع أن تكشف التحقيقات عن مزيد من التفاصيل حول أداء الطائرات المتورطة. الجدير بالذكر أن التحليق في المسارات الجوية المكتظة بالقرب من المدن الكبرى مثل واشنطن يشكل تحديًا مستمرًا للطيران المدني، مما يجعل تحسين إجراءات المراقبة الجوية أولوية قصوى.
خلفية الحادث:
في لحظة الاصطدام، كانت الطائرتان تتحركان على ارتفاع نحو 15 ألف قدم، وفقًا للتقارير الأولية. ويشدد الخبراء على أن الاصطدام في مثل هذه الارتفاعات غير مألوف، خاصة مع وجود أنظمة مراقبة جوية متطورة.
مستقبل التحقيقات:
على الرغم من أن بعض المحللين يتوقعون أن يكشف الصندوقان الأسودان عن تفاصيل مهمة حول سبب الحادث، إلا أن الإجراءات القانونية قد تأخذ وقتًا أطول. من المتوقع أن يكون هناك إشراف دولي على سير التحقيقات، خصوصًا من قبل منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO).