الضفة جبهة جديدة في وجه الاحتلال.. التصعيد العسكري الإسرائيلي يهدد بانتفاضة ثالثة
في تصعيد غير مسبوق، أرسلت إسرائيل تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الضفة الغربية، محاولةً مواجهة التهديدات التي تواجهها هناك بعد أشهر من التصعيد في قطاع غزة. هذا التحرك يأتي بعد أيام من توجيه القيادة العسكرية الإسرائيلية اتهامات ضد الفصائل الفلسطينية في الضفة، التي تسعى إلى تنفيذ عمليات مكثفة ضد القوات الإسرائيلية.
تصعيد عسكري شامل
وفقاً لمصادر عسكرية، استدعت إسرائيل كتيبة إضافية إلى الضفة الغربية، في خطوة تعكس الجدية في مواجهة الفصائل الفلسطينية التي ألحقت أضراراً كبيرة بالقوات الإسرائيلية في مناطق مختلفة. القوات الإسرائيلية التي حشدت في الضفة تتضمن مدرعات ودبابات وطائرات مقاتلة وهليكوبتر، إضافة إلى طائرات بدون طيار، في محاولة لتعزيز قدرتها على السيطرة على الوضع العسكري المتصاعد.
تسارع الأحداث والقلق الأمني
مع التصعيد، شهدت الضفة الغربية قصفاً جوياً مكثفاً على مخيم طولكرم، ونُشرت حواجز عسكرية على مداخل المدن والبلدات الفلسطينية. وقد سجلت أيضاً عدة هجمات من المستوطنين على المدن الفلسطينية. هذا التصعيد العسكري يأتي بعد أن أظهرت الفصائل الفلسطينية قدرة متزايدة على تنفيذ عمليات نوعية، بما في ذلك تفجيرات وكمائن ضد القوات الإسرائيلية.
مخاوف من انتفاضة جديدة
القلق الإسرائيلي يعكسه أيضاً تقرير صادر عن مسؤولين أمنيين وصحيفة "يديعوت أحرنوت"، الذي حذر من احتمال اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية. تشير التقارير إلى أن تصاعد العمليات المسلحة قد يؤدي إلى مواجهة شاملة تهدد الاستقرار في الأراضي المحتلة عام 48، الأمر الذي قد يؤثر على الموارد العسكرية المخصصة للحرب على غزة والمواجهات مع حزب الله في الشمال.
تدخل حماس والفصائل الفلسطينية
حماس وبقية الفصائل الفلسطينية لم تكتفِ بالرد فقط، بل أعلنت حالة النفير العام في الضفة الغربية. وصرحت الجناح العسكري لحماس، كتائب عز الدين القسام، بأنها تستعد لتوسيع الحرب لتشمل كافة الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية، ما يعكس استعدادها لتصعيد المواجهات مع القوات الإسرائيلية.
التحديات الإسرائيلية والقلق العسكري
القدرات العسكرية المتزايدة للفصائل الفلسطينية في الضفة، بما في ذلك الأسلحة المتطورة والقدرة على تدمير مدرعات ودبابات، تثير قلقاً شديداً في تل أبيب. التقارير الأمنية تشير إلى أن الفصائل الفلسطينية قد تنفذ عمليات تسفر عن مفاجآت كبرى، مما يدفع إسرائيل إلى اتخاذ تدابير احترازية وتعزيز وجودها العسكري.
النقل غير المصرح به للأسلحة
من بين القضايا التي تثير قلقاً إضافياً، وجود عمليات نقل أسلحة عبر الأردن إلى الضفة الغربية، والتي لم تتمكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من إحباطها. هذه الأسلحة وصلت إلى الفصائل الفلسطينية، مما يزيد من خطورة الوضع في الضفة.
استجابة إسرائيلية متسارعة
في محاولة للسيطرة على الوضع، بدأت إسرائيل بنقل جزء كبير من قواتها إلى الضفة الغربية، مستعينةً بـ23 كتيبة ووحدات خاصة لمواجهة التصعيد المحتمل. هذه الخطوة تعكس محاولة إسرائيل لتغيير وجه الصراع من خلال مواجهة متعددة الجبهات في آن واحد.
تأثير العوامل السياسية والاقتصادية
العوامل السياسية والاقتصادية تلعب أيضاً دوراً في تصعيد الأوضاع. رفض الكابينت الإسرائيلي اتخاذ قرارات مهمة بشأن السلطة الفلسطينية، إضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة في الضفة، بما في ذلك البطالة المرتفعة وتجميد حركة التجارة، تساهم في تعزيز الغضب الفلسطيني.
إسرائيل تواجه تحديات كبيرة مع تصاعد الأوضاع في الضفة الغربية، والتي قد تفتح جبهة جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. الأوضاع الحالية تعكس توتراً متزايداً، مع خطر كبير لاندلاع انتفاضة جديدة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة في المنطقة، الأمر الذي يتطلب استجابة استراتيجية من قبل جميع الأطراف المعنية.