الوطواط.. كيف اخترقت إسرائيل قيادات حزب الله؟
ظهرت في الآونة الأخيرة تقارير تتحدث عن اختراقات أمنية معقدة تقوم بها إسرائيل عبر أجهزة الراوتر باستخدام تقنيات متطورة مثل ما يُعرف بـ"تقنية الوطواط"، وتشير هذه التقارير إلى قدرة هذه التقنيات على تعقب الأفراد حتى في غرف نومهم أو حتى في المراحيض.
حادثة مثيرة للشكوك
على طاولة الأمنيين والمعنيين اللبنانيين، طُرح ملف معقد يتعلق بتحديد دور أجهزة الراوتر في تحديد مواقع الأشخاص داخل المنازل بدقة ثلاثية الأبعاد. إحدى الحوادث التي أثارت هذه الشكوك وقعت في بلدة تول الجنوبية، خلال استهداف العدو الإسرائيلي لمعمل للألومنيوم، تلقى أحد السكان القريبين من الموقع اتصالًا من الإسرائيليين يحذرونه من البقاء في منزله، عندما لم يستجب، أطلقوا النار بالقرب من المنزل، ما اضطره للخروج. وعند خروجه تلقى اتصالًا آخر سُئل فيه إذا ما كانت زوجته قد خرجت معه، فأجاب بالإيجاب، إلا أنهم أخبروه بأنهم يرونها في الغرفة الفلانية داخل المنزل، ليكتشف لاحقًا أنها نسيت هاتفها هناك.
هذه الحادثة أثارت تساؤلات حول إمكانية تحديد موقع الأشخاص داخل المنازل عبر داتا الهاتف، لكن التحقيقات أظهرت لاحقًا أن أجهزة الراوتر نفسها تلعب دورًا.
تطورات تقنية تُثير القلق
في حادثة أخرى، أُلقي القبض على شخصين في محيط عين التينة بتهمة العمالة لإسرائيل، كان بحوزتهما أجهزة متطورة لمسح أجهزة الراوتر في المنطقة، وتبين أن هذه الأجهزة قادرة على مسح الترددات اللاسلكية، وعناوين نقاط الوصول (Access Points) داخل المنازل والمؤسسات وحتى الأماكن العامة، ووفقًا لمعلومات الصحافي محمد علوش، تمكنت هذه الأجهزة من مسح مناطق في بيروت والضاحية الجنوبية وأجزاء من الجنوب.
هل تستخدم إسرائيل الراوتر في حربها؟
تشير تسريبات وتقارير إلى أن إسرائيل قد استثمرت في تكنولوجيا اختراق أجهزة الراوتر، ورغم أن الجيش الإسرائيلي لم يعلن رسميًا عن ذلك، إلا أن العديد من المؤشرات تشير إلى أن الراوتر يُستخدم كأداة للتجسس، حيث يتيح تحديد عدد الأشخاص.