«شكرًا عسكر».. لماذا خرق الرئيس المصري بروتوكول الجيش التركي أمام أردوغان؟
خرق للبروتوكول التركي التقليدي، هكذا فعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الأولى إلى تركيا بتحية الجنود بعبارة "شكرًا عسكر" بدلاً من التحية الرسمية المتبعة "مرحبا عسكر"؛ هذا التصرف يُعد تحديًا واضحًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تقتضي البروتوكولات التركية أن يقف الرؤساء والزعماء على السجادة الزرقاء موجهين تحياتهم للجنود.
على خطى بن سلمان
يُذكر أن الرئيس المصري ليس أول من يخرق هذا البروتوكول، حيث سبقه في ذلك الأمير محمد بن سلمان الذي قام بنفس التصرف قبل شهرين، حيث استبدل "مرحبا عسكر" بـ "السلام عليكم" في تحدٍ كبير للأتراك.
في إطار التحديات البروتوكولية الأخيرة، من المهم الإشارة إلى تاريخ التحية العسكرية "مرحبا عسكر" في تركيا. منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك في عام 1923، أصبحت هذه التحية جزءًا أساسيًا من البروتوكول العسكري. لقد صُممت لتكون تحية رسمية تُعبر عن احترام القادة للجنود وتأكيدًا على العلاقة بين القيادة والقوات المسلحة.
أتاتورك، الذي كان له دور محوري في تشكيل الدولة التركية الحديثة، قدم هذا البروتوكول كجزء من جهوده لتوحيد وإضفاء الطابع الرسمي على التقاليد العسكرية في تركيا. تُعتبر التحية "مرحبا عسكر" علامة على التقدير والاحترام المتبادل بين القيادات العسكرية والمجتمع المدني، مما يبرز قيم الانضباط والولاء في إطار الجمهورية.
منذ ذلك الوقت، أصبحت هذه التحية رمزاً للضيافة العسكرية الرسمية في تركيا، حيث تعكس احترام الدولة لقواتها المسلحة وتقاليدها.
من هو الرئيس التركي؟
رجب طيب أردوغان، الذي يشغل منصب رئيس تركيا، له تاريخ طويل ومؤثر في الساحة السياسية التركية. بدأت مسيرته السياسية في التسعينيات، حيث كان ناشطاً في الحزب الوطني الإسلامي "الرفاه"، وتولى منصب عمدة إسطنبول من 1994 إلى 1998، حيث حقق نجاحاً كبيراً في تحسين البنية التحتية والخدمات في المدينة، مما ساهم في زيادة شعبيته.
في عام 2001، أسس أردوغان حزب العدالة والتنمية (AKP)، الذي تبنى برنامجاً سياسياً قائماً على الإسلام المعتدل والاقتصاد الحر. في عام 2003، تولى أردوغان منصب رئيس وزراء تركيا بعد أن تم رفع الحظر المفروض عليه من قبل المحكمة الدستورية، نتيجة لإدانته السابقة بتهمة التحريض الديني.
أثناء فترة رئاسته للوزراء، قاد أردوغان العديد من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي ساهمت في تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد وتعزيز الديمقراطية، رغم انتقادات حول تراجع الحريات الصحفية وتعزيز السلطة التنفيذية.
في عام 2014، انتخب أردوغان رئيساً لتركيا، ليصبح أول رئيس منتخب مباشرة من قبل الشعب بعد التعديل الدستوري الذي حول النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي. خلال فترة رئاسته، تم تبني تعديلات دستورية أخرى في عام 2017، زادت من صلاحيات الرئيس وأدخلت تغييرات جذرية في نظام الحكم التركي.
منذ توليه منصب الرئيس، قاد أردوغان تركيا خلال فترة من التوترات السياسية والاقتصادية، وتعامل مع تحديات داخلية وخارجية عديدة، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية ومحاولات الانقلاب والفجوات السياسية.