بعد مستنقع غزة.. هل تسقط إسرائيل في هوة لبنان؟
بات الاحتلال الإسرائيلي يخوض مستنقع الاستنزاف في قطاع غزة، بينما بدت قنبلة الجبهة الشمالية قابلة للانفجار بين فينة وأخرى، في ظل مواجهاته المتقطعة مع حزب الله والمقاومة اللبنانية، بينما تقف جماعة الحوثيين شوكة في حلق الاحتلال بحربها الاقتصادية عليه من خلال حظر مرور السفن الإسرائيلية بمضيق باب المندب.
ومساء أمس السبت أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل 8 جنود له في انفجار لغم استهدف مدرعتهم جنوب قطاع غزة؛ في ظل حربه التي يشنها الاحتلات على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، وأدت إلى مقتل 306 جنود إسرائيليين، بينما استُشهد أكثر من 40 ألف فلسطيني، وأُصيب أكثر من 100 ألف آخرين بخلاف عشرات الآلاف من المفقودين ومن قضوا تحت أنقاض منازلهم التي قصفها الاحتلال.
رفض وقف إطلاق النار
الاحتلال الإسرائيلي يُصِّر على عدم الالتزام بإيقاف الحرب على قطاع غزة، والانسحاب وفق بنود الاتفاق الذي طرحته مصر وقطر على طاولة المفاوضات بين حكومة الاحتلال وحركة حماس، وهو الاقتراح الذي وافقت عليه حماس، بينما خرج رئيس وزراء الاحتلال «نتنياهو» ليعلن رفض حكومته للاتفاق.
الرئيس الأمريكي «جو بايدن» أعلن قبل أسبوعين من الآن عن مبادرة أمريكية تتضمن وقفًا لإطلاق النار وتبادل الأسرى، والانسحاب من قطاع غزة، معلنًا أن الاحتلال هو من قدم عناصر المبادرة، قبل أن يخرج رئيس وزراء الاحتلال «بنيامين نتنياهو» ليتبرأ المبادرة ويعلن رفضه وقف إطلاق النار بشكل نهائي؛ لتطلب حركة حماس عبر مكتبها السياسي في الدوحة ضمانات لوقف شامل لإطلاق النار، وفتح المعابر بين الأراضي المحتلة وقطاع غزة، إلى جانب انسحاب جيش الاحتلال من محور صلاح الدين «فلاديلفيا»، وكذلك فك الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 20 عامًا.
تفجير مدرعة رفح
وفي الإطار شنت فصائل المقاومة الفلسطينية أمس السبت سلسلة هجمات ضد قوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، ونجحت في إيقاع عشرات الجنود بين قتيل وجريح، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
واستهدفت عناصر المقاومة الفلسطينية مدرعة نمر بلغم أرضي، ونجحت في تدمير المدرعة ومصرع 8 جنود إسرائيلين بعد تفحم جثثهم لوجود متفجرات داخل المدرعة ساعدت على الاشتعال والانفجار الشديد.
الجبهة الشمالية
وفيما يخص الجبهة الشمالية من الاحتلال الإسرائيلي فتزداد مخاوف اتساع رقعة النزاع، ويقترب الوضع من مواجهة مباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي، والمقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله، والذي أعلن منذ أكتوبر الماضي عن دعمه لحركة حماس في قطاع غزة، وتكثيف ضرباته على المدن الحدودية الإسرائيلية لفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان «جينين هينيس» حذرت من خطر اندلاع حرب جديدة بين لبنان من خلال حزب الله، والاحتلال الإسرائيلي، قائلةً:- «إن خطر سوء التقدير الذي يؤدي إلى نزاع مفاجئ وأوسع نطاقاً هو حقيقي للغاية»، كانت هذه تحذيرات مشيرةً إلى أن التواصل مع جميع الجهات الفاعلة للحث على التوقّف عن إطلاق النار والالتزام بالعمل من أجل حلّ سياسي ودبلوماسي.
ومن جهته قال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين متوعدًا بزيادة عمليات الحزب العسكرية ضدّ الاحتلال الإسرائيلي:- «إنه إذا كانت رسالة العدو الإسرائيلي النيل من عزيمتنا لنتراجع عن موقفنا في إسناد المظلومين والمجاهدين والمقاومين في غزة الأبية، فعليه أن يعلم أن جوابنا القطعي سنزيد من عملياتنا شدة وبأسًا وكمًا ونوعًا».
وتسبب القصف المتبادل بين الاحتلال الإسرائيلي، وحزب الله، في مقتل 471 شخصًا على الأقل في لبنان، و26 إسرائيليًا؛ -بحسب ما أعلنته وكالة فرانس برس عن مصادر لبنانية مطّلعة-.