طوفان النيل.. كارثة تهدد السودان ومصر تستعد لمواجهة خطر سد النهضة
حذرت تقارير متخصصة حديثة من مخاطر كارثية تتربص بمصر والسودان جراء تصرفات الدولة الإثيوبية المتعلقة بسد النهضة، وتشير التقارير إلى سعي إثيوبيا قدمًا في خططها لملء السد للمرة الخامسة؛ متجاهلةً المخاوف الدولية والإقليمية بشأن سلامة المنشأة وتأثير سد النهضة على تدفق مياه نهر النيل لدولتي المصب.
المخاطر الجيولوجية
تكمن المخاوف الرئيسية لدى مصر والسودان في المخاطر الجيولوجية التي تحيط بمنطقة سد النهضة؛ إذ تقع السد على خط صدع زلزالي نشط، وقد حذرت دراسات روسية متخصصة جيولوجيًا من احتمال انهيار السد في حال وقوع زلزال قوي، مما قد يتسبب في حدوث فيضانات كارثية تُغرق السودان بشكل كامل، وتُهدد ملايين الأرواح في مصر.
تهديدات مائية
تُشكل الخطط الإثيوبية لملء السد للمرة الخامسة تهديدًا مباشرًا لحصة مصر الرسمية من مياه النيل؛ وهو ما يُشكل خطرًا على الأمن المائي للبلاد واستقرارها، وهو ما تسعى القاهرة للتعامل معه بتوفير مصادر مياه بديلة إلى جانب سعيها للتفاوض من السلطات الإثيوبية بهدف صياغة اتفاق مائي ملزم للطرفين يحل الأزمة.
تعنت إثيوبي
وتواصل إثيوبيا اتباع سياسة متعنتة ضد دولتي المصب مصر والسودان؛ رافضةً الدخول في مفاوضات جادة حول سد النهضة، بعدما تعلقت المفاوضات مارس من العام الماضي 2023 بسبب فشلها في التوصل لاتفاق ملزم، كما تُصّر إثيوبيا على تنفيذ خططها دون مراعاة للمخاطر الجيولوجية أو التأثيرات المائية على الدول المجاورة.
خيارات مصر
وأمام تلك التهديدات لحصة مصر المائية، تواجه القاهرة خيارات محدودة:- يتمثل الخيار الأول في استمرار مساعي الحل الدبلوماسي من خلال التفاوض مع إثيوبيا برعاية دولية وأممية.
الخيار الثاني المتاح أمام القاهرة يتمثل في اللجوء إلى ضغوط سياسية واقتصادية على إثيوبيا لحملها على التراجع عن خططها التي تهدف لحرمان مصر من حصتها المائية التاريخية.
ويبقى الخيار الثالث والأخير أمام القاهرة هو التدخل العسكري، وهو خيار لا تفضله مصر في الوقت الراهن، ولكن قد تضطر إليه لحماية أمنها المائي ومصالحها الحيوية حال استمرار التعنت الإثيوبي.
مخاطر سد النهضة
وتشكل التهديدات التي تواجهها مصر والسودان من جراء سد النهضة خطرًا وجوديًا على البلدين، وهو ما يحين معه الوقت للتحرك السريع والحازم لحماية أمنهما المائي ومستقبل أجيالهما القادمة.