وقف إطلاق النار في غزة.. هل سيخاطر «جو بايدن» بمسيرته السياسية من أجل إسرائيل؟
جاء إعلان السلام والهدوء في غزة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن مفاجأة، فهى خطوة نادرًا ما تصدر مباشرة من الرئيس الأمريكي نفسه، خاصة وأنه أكبر الداعمين للاحتلال الإسرائيلي بالسلاح في عدوانه على المدنيين بقطاع غزة.
وأعلن الرئيس الأمريكي بنفسه عن تفاصيل الاتفاق، مشيرًا إلى وجود ٣ مراحل ضد صوته، مما يجعل هذا الأمر فريدًا، وبالإضافة إلى ذلك، أكد بقوة أن هذا الاقتراح الذي تم تقديمه هو اقتراح إسرائيلي، ويبدو أن الهدف من ذلك هو إجبار إسرائيل بأي وسيلة على قبول هذا الاقتراح.
ولعلّ المطلع على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يجد مبادرة الرئيس الأمريكي هي نفسها المقترح الذي قُدم من مصر سابقا كمساهمة في تحقيق السلام في المنطقة، لكنه أعاد صياغته بإضافة بعض التعديلات البسيطة على الاقتراح المصري الأصلي، مثل زيادة عدد الشاحنات المسموح دخولها إلى ٦٠٠ بدلاً من ٤٠٠.
وعلى الجانب الآخر، تفتقد إسرائيل إلى الوحدة والاتفاق الداخلي بشأن مبادرات وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى والمعتلقين من الجانبين، وظهر تباين واضح بين نتنياهو وبين الوزراء المحيطين به، وخاصة مجموعة وزير الدفاع مجميعهم مجرموا حرب وفق مذكرات وأحكام الجنائية، والعدل الدولية.
قراءة استراتيجية
اللواء دكتور سمير فرج مدير الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية السابق والخبير العسكري والاستراتيجي، قال تصريح خاص لـ«العرب 24»: إنه حال تنفيذ الاتفاق ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، فسيكون نتنياهو أول من يُحاسب بعد الحرب على أداء إسرائيل خلال الـ 8 أشهر الماضية؛ فهو لم يجنِ أية ثمار تُذكر خلال تلك الفترة، وفشل فشلًا ذريعا فى القضاء على حماس، والاستيلاء على غزة، حتى الأسرى الإسرائيليين لم ينجح جيش الاحتلال في تحريرهم.
ويكمل اللواء سمير فرج بقوله: نأخذ بعين الاعتبار أيضًا أن ثمة 3 قضايا فساد ضد نتنياهو، إذا انتهت الحرب فسيتم تقديمه للمحاكمة وسيُسجن؛ لذا يُقاوم نتنياهو بشتى الطرق و يُعرقل بشدة أية محاولة للتوقيع على الاتفاق وتنفيذ المقترح الذي يقضي بوقف إطلاق النار، وهو ما يضح مسيرة بايدين السياسية على المحك حال فشل مقترحه في تحقيق وقف إطلاق النار.
وتعبّر حركة حماس عن دعمها لهذا المقترح ورغبتها في التحقق من تفاصيلها وضماناتها، وترغب في أن تكون مصر وقطر والولايات المتحدة ضامنة لهذه الاتفاقية، بالإضافة إلى تصديق مجلس الأمن عليها، خوفًا من عودة الحرب بعد تحرير الأسرى الإسرائيليين.
وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي، إلى أن هذه الاتفاقية لديها فرصة كبيرة بالنجاح، لأنها تم تقديمها من قبل رئيس الولايات المتحدة شخصيا، لكن ما يعيبها أنها تترك الباب مفتوحًا أمام المستقبل دون الكشف عن ما سيحدث بالضبط بعد انسحاب إسرائيل من غزة.
هناك بعض الاقتراحات؛ الأول يتضمن حكم مصر لغزة لمدة ٦ أشهر، تليها انتخابات لتشكيل حكومة ديمقراطية لكن هذا الاقتراح تم رفضه من قبل مصر، التي ترفض تولي أمر شعب آخر غير ما يختاره أبناء فلسطين أنفسهم.
وجاء الاقتراح الثاني، بأن تتولى قوة أجنبية مثل اليونيفيل في لبنان زمام الأمور، لكن ما زالت قضية اليوم تحت النقاش، وننتظر الحلول المقترحة لوضع نهاية لما يحدث.