فيلادلفيا.. ما سر تمسك نتنياهو برفض الانسحاب من المحور؟ الدكتور حسن نافعة يُجيب «خاص العرب 24»
كشف الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن سر تمسك رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بعدم انسحاب جيشه من محوري نيتساريم وفيلادلفيا باعتبارهما أهم شروط حركة المقاومة الإسلامية حماس لإبرام اتفاق الهدنة في قطاع غزة ووقف الحرب وتبادل الأسرى بين الطرفين.
وقال نافعة، في تصريح خاص لـ«العرب 24»: إن المؤسسات الأمنية الإسرائيلية أعلنت عن كذب جميع التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن أهمية محور فيلادلفيا، فقد أكدت المصادر أن الجيش الإسرائيلي والموساد ليس لهما أي حاجة استراتيجية لهذا المحور، وأن مصر أغلقت جميع الأنفاق من جانبها؛ وتبين أن نتنياهو يتخذ من هذه القضية ذريعة لتبرير رفضه التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس.
وأوضح السياسي المصري، أن المشكلة الحقيقية تكمن في المفاوضات الجارية بين حماس وإسرائيل، التي تتم بوساطة من مصر وقطر والولايات المتحدة، كما تشير التقارير إلى أن نتنياهو لا يرغب في الانسحاب من قطاع غزة، وبدلاً من ذلك، يستخدم أهمية محور فيلادلفيا كذريعة لضمان عدم تهريب الأسلحة من مصر إلى غزة، رغم ذلك، لا توجد دلائل على وجود تهريب للأسلحة.
وأردف أستاذ العلوم السياسية: في الحقيقة، يدرك نتنياهو أن قبول الاتفاق سيؤدي إلى سقوط حكومته في إسرائيل، مما يعرضه للملاحقة القضائية، ويهدف نتنياهو المنتمي إلى اليمين المتطرف، إلى استغلال الوضع في غزة للضغط على الفلسطينيين لإعادة احتلال القطاع وضم الضفة الغربية.
زيارة رئيس الأركان لمعبر رفح
وفي الإطار أكد نافعة أيضًا، أن زيارة رئيس أركان الجيش المصري لمعبر رفح وتجمعات الحشود العسكرية المصرية على الشريط الحدودي مع قطاع غزة أظهرت اهتمام مصر بالمستجدات على الحدود مع فلسطين، مما يعكس الوضع المضطرب في المنطقة، وتؤكد زيارة رئيس الأركان أن مصر تراقب عن كثب المناورات الإسرائيلية ولن تسمح بترحيل جماعي للفلسطينيين، وستواصل الدفاع عن حدودها.
في الختام، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن نتنياهو مصمم على عدم وقف إطلاق النار وإعادة احتلال قطاع غزة وضم الضفة الغربية، لكن المقاومة الفلسطينية لا تزال صامدة، ومن المتوقع أن تؤول الجولة الحالية إلى النصر لصالح المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني.
ومحور فيلادلفيا يمتد بطول 14 كيلومترًا وعمق يتراوح بين 100 و200 متر، وهو يعد جزءًا من الأراضي الفلسطينية وفقًا لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، ويجب أن تكون هذه المنطقة خالية من القوات المسلحة الإسرائيلية، حسب ما نصت عليه معاهدة السلام.