من هو رب السماء؟ سؤال في امتحان اللغة العربية يُثير غضب المسيحيين بمصر
تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» صورة تظهر امتحان مادة اللغة العربية أو التربية الدينية، غير أن إجابة التلميذ وتصحيح المعلم أثارا ردود أفعال متباينة مع حساسية المادة المتعلقة بالعقائد الدينية، وسط غضب من نشطاء مسيحيين في مصر.
من هو رب السماء؟
ونشر حساب يحمل اسم عزت بولس صورة من امتحان لم يحدد هويته، أو مصدره غير أنه حوى سؤالًا نصه: من هو رب السماء؟ بينما أجاب الطفل «يسوع» ليصحح معلم المادة الإجابة بأنها خاطئة، وهو ما أثار حالة من الجدال العقدي بين المسلمين والمسيحيين على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
وترى العقيدة الإسلامية الحقة أن الله جل وعلا هو رب السماوات ورب الأرض رب العرض العظيم، وهو ليس له ند أو شبيه أو ولد، ولم يولد، وهو الأول فلا شيء قبله، والآخر فلا شيء بعده، وهو الخالق العظيم أرسل الأنبياء من لندن آدم عليه السلام مرورًا بإدريس وموسى ونوح وإبراهيم وعيسى حتى النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء والمرسلين لهداية الناس ومعرفة أن للكون خالق واحد أحد جل في علاه.
حالة غضب
وعلق رواد التواصل على المنشور بين المتعجب والمتعض لتصحيح المعلم فقال صابر حنا: بجد ده سؤال في امتحان، بينما قال ماهر الجويلي: متى يرتقي هذا الشعب ويصير آدميًا، وقال عزت أبو كلام: من إمتى وهمت بيعترفوا بيسوع أو السيد المسيح؟!
وقال ناجي جورج: نجحت الطفلة وسقطت المنظومة التعليمية، بينما قال سامي سليمان: رب السماء فقط، سؤال غريب طيب والأرض والكواكب والمجرات ولا القمر الجميل ده إيييه ملهمش رب يعني؟!!
محامي القضايا الإثارية
المحامي نجيب جبرائيل المشهور بتبنيه القضايا التي تحوي طابعًا دينيًا مسيحيًا وهو ما يخلق حالة من الاحتقان مع تيارات دينية إسلامية، طالب صاحب المنشور بتحديد مصدر الامتحان وإطلاعه على ولي أمر الطالب صاحب الورقة للتواصل معه لجعل الأمر قضية رأي عام جدلية؛ إذ يُعرف جبرائيل بتبينه القضايا المسيحية أو الإسلامية التي تتعلق بقضايا مسيحية مفتعلًا أزمات كورقة ضغط على السلطات للاستجابة إلى طلباته العقدية.
وبحسب النصوص الدينية فقد جاء في الإنجيل وَقَالَ: «إِنِّي مِنَ رَبِّ السَّمَاءِ أُوتِيتُ هذِهِ الأَعْضَاءَ، وَلأَجْلِ شَرِيعَتِهِ أَبْذُلُهَا، وَإِيَّاهُ أَرْجُو أَنْ أَسْتَرِدَّهَا مِنْ بَعْدُ»." (2 مك 7: 11)، والقائل هو أحد الإخوة السبعة في سفر المكابيين الثاني، الفصل السابع، أثناء تعذيبه مع إخوته وأمه من قبل الملك أنطيوخس الرابع، حيث رفضوا التخلي عن شريعتهم والتقيد بتعاليم الملك.
في سياق النص من *سفر المكابيين الثاني*، يُقصد بـ"رب السماء" الله، خالق الكون والإله الذي يؤمن به اليهود، وكان الإخوة وأمهم يستمدون إيمانهم وصبرهم على العذاب من اعتقادهم العميق بالله، الذي يرون فيه الإله الحامي، القادر على إعادتهم للحياة حتى بعد الموت بسبب أمانتهم للشريعة.
رؤية مسيحية
بينما يرى المسيحييون الأرثوذكس رغم النص المتقدم في الإنجيل، أن يسوع هو رب السماء، وعليه اعتبروا إجابة التلميذ صحيحة وتصحيح المعلم خطأ ويحمل عنصرية ضد التلميذ.