العرب 24
أكتوبر 13 2024 الأحد
ربيع آخر 10 1446 هـ 07:27 مـ

شكر نعمة الله.. بقلم: أحمد حمدي

أحمد حمدي
أحمد حمدي

بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين..

إن لاستشعار النعم على العبد المسلم لأثر عظيم في حياته سواء حياته الروحانية مع خالقه سبحانه وتعالى أو حياته التعبدية أو حياته اليومية التي يعيشها لما للشكر من الفضل العظيم والثواب الجزيل، فنعم الله على خلقه كثيرة لا تعد ولا تحصى ولا سبيل لحصرها لكثرتها، لأن الإحصاء: ضبط العدد وتحديده، مأخوذ من الحصا وهو صغار الحجارة لأن العرب كانوا يعدون الأعداد الكثيرة بالحصى تجنبا للخطأ.

والشكر في اللغة هو تصور النعمة وإظهارها وحمد صاحبها عليها.

وفي كتاب ربنا سبحانه الكثير من الأدلة على فضل شكر نعم الله فقد أنزل الله آيات بينات في هذا الشأن في أكثر من موضع في آيات الذكر الحكيم، لبيان عظم وقدر فضله وتفضله سبحانه بالنعم على خلقه وتنوع الآيات وتكرارها والحث على الشكر في أكثر من موضع إنه لدليل على أهمية وعظم الأمر.

قال تعالى في محكم تنزيله {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[ النحل: 18]

والآية ﴿ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾[ إبراهيم: 34] وغيرهما الكثير والكثير من الآيات التي كانت لها دلالات هامة على شكر الله تعالى.

وتفسير هذه الآيات الكريمة كما قال العلماء وإن تحاولوا حَصْرَ نِعَم الله عليكم لا تَفُوا بحَصْرها؛ لكثرتها وتنوعها. إن الله لَغفور لكم رحيم بكم؛ إذ يتجاوز عن تقصيركم في أداء شكر النعم، ولا يقطعها عنكم لتفريطكم، ولا يعاجلكم بالعقوبة.

وإذا كنَّا لا نستطيع حصرَ نِعَم الله عدًّا، فإنا غيرُ قادرين على حصرها شكرًا، ولكن حسبُنا ألا تزالَ ألسنتُنا بالشكر رطبة؛ لنؤدِّيَ بعضَ الحقِّ علينا.

والفرق بين ختام الآيتين (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) إبراهيم) (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (18) النحل)

هذا يتعلق بالسياق. سياق آية ابراهيم في وصف الإنسان وذكر صفات الإنسان فختم الآية بصفة الإنسان.

ومع كثرة توافر النعم فإن نفس المخلوق تجعله دائماً في حالة نسيان لتلك النعم التي من الواجب عليه شكر الله تعالي عليه وتعظيمه، ولا عجب من ذلك لأنه من طبع النفس البشرية النسيان والجحود وقد تصل إلى الإنكار، فحال المنكرين المتمرديين على الله سبحانه من أسوء الأحوال وأشدها عقوبة، وحذرنا الله من ذلك فقد بين لنا القرآن الكريم الكثير من العبر والعظات التي دلت على سوء عاقبة المنكرين لنعم الله ونسبتها لأنفسهم فقصة قارون خير دليل وخير شاهد على سوء عاقبة المنكرين.

وكما دلت آيات الذكر الحكيم على كثرة النعم وتعددها وفضل الشكر عليه فقد دلت السنة أيضا على حتمية الشكر وعدم الإستغناء عنه في العبادة وعلى قِمة الشاكرين لله الأنبياء والأولياء وعلى رأس هؤلاء جميعًا سيدنا محمد ـ ﷺ ـ فعند قول الله تعالى: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُور) (سورة سبأ : 13) ، ذكر القرطبي حديثا رواه مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله ـ ﷺ ـ كان يقوم من الليل حتى تفْطر قدماه، أي تتشقق، فقلت له: أتصنع هذا وقد غَفَرَ الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: “أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا” ،

وإن آثر النعمة يظهر علينا في أبسط الأمور علينا دون شعور منا،

(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} قال الحسن البصري: إن فيها لمعتبرا .. ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة وما لا نعلمه من نعم الله أكثر.

فحري بنا يا أخي المسلم أن نستشعر نعم الله علينا ونشكره عليها ولا نكون من المتغافلين والمتكاسلين عن الشكر والحمد.

فشكر الله على النعم خير أنواع الطاعات والقروبات والعلاج الناجع لإستجابة الدعوات، وسبيل من سبل العبادة التي لا يستغني عنها المسلم بها في عبادته لربه وتعظيمه لخالقه، ولا شك أن شكر النعمة هو الأمر الذي يفرق ويكشف المؤمن العابد والمعظم لربه من الجاحد لنعمة الله سبحانه.

هذه النعم جلية واضحة أمام أعيننا دائماً ولكن من فطرة وطبيعة النفس البشرية أنها دائمة النسيان والنكران، وهذه طبيعة الإنسان من حيث هو ظالم متجرئ على المعاصي مقصر في حقوق ربه كفَّار لنعم الله، لا يشكرها ولا يعترف بها إلا من هداه الله فشكر نعمه، وعرف حق ربه وقام به.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واجعلنا من الشاكرين لك على نعمك وفضلك علينا، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى13 أكتوبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.5160 48.6160
يورو 53.0619 53.1810
جنيه إسترلينى 63.3910 63.5363
فرنك سويسرى 56.5850 56.7281
100 ين يابانى 32.5327 32.6019
ريال سعودى 12.9176 12.9463
دينار كويتى 158.6008 158.9797
درهم اماراتى 13.2085 13.2368
اليوان الصينى 6.8651 6.8797

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4109 جنيه 4097 جنيه $85.42
سعر ذهب 22 3766 جنيه 3756 جنيه $78.30
سعر ذهب 21 3595 جنيه 3585 جنيه $74.74
سعر ذهب 18 3081 جنيه 3073 جنيه $64.06
سعر ذهب 14 2397 جنيه 2390 جنيه $49.83
سعر ذهب 12 2054 جنيه 2049 جنيه $42.71
سعر الأونصة 127791 جنيه 127435 جنيه $2656.82
الجنيه الذهب 28760 جنيه 28680 جنيه $597.93
الأونصة بالدولار 2656.82 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى