أم القنابل.. نصر 9000 سلاح صدام حسين الذي أركع به إيران ومنح أسراره لمصر (فيديو)
تُعد قنبلة "أم القنابل" واحدة من أكبر وأخطر الأسلحة غير النووية التي عرفتها البشرية، حيث تتمتع بقدرة تدميرية هائلة لا تضاهى. يتميز هذا النوع من القنابل بقدرته على مسح وتبخير أي كائن حي أو غير حي في منطقة واسعة تصل مساحتها إلى 2 كيلومتر مربع، مما يؤدي إلى تسوية المنطقة بالأرض دون ترك أي أثر للحياة، وذلك باستخدام تقنية الخلخلة المدمره في الضغط دون إحداث انفجار تقليدي.
تُعرف قنبلة "أم القنابل" بعدة أسماء تقنية، مثل قنبلة الوقود الغازي "فولكامب" أو القنبلة الفراغية "ثامك بام" أو القنبلة التفريغ الهوائي "إير بررس بام". ومع ذلك، فإن الاسم ليس بالأهمية الكبيرة بقدر ما يمثل قدرة الدول العظمى مثل أمريكا وروسيا والصين على امتلاك هذه القنبلة. والأمر المفاجئ هو أن مصر أيضًا تمتلك قنبلة مشابهة تُعرف باسم "نصر 9000"، والتي حصلت عليها بفضل صدام حسين قبل حوالي 30 عامًا.
في عام 2017، أرادت الولايات المتحدة استعراض قوتها وإرسال رسالة إلى روسيا والصين بأنها ما زالت القوة العظمى، من خلال إسقاط قنبلة "أم القنابل" المعروفة باسم "جي بي يو 43" على منطقة في شرق باكستان تُقال إنها كانت تضم جماعة من تنظيم داعش تحت الأرض. أسفرت هذه العملية عن تدمير شامل لكل ما فوق الأرض وتحتها على مسافة تزيد عن 2 كيلومتر مربع. وقبل هذه العملية، جربت أمريكا القنبلة في صحراء فادا عام 2003، قبل أسبوع واحد من غزو العراق، كرسالة تحذيرية لصدام حسين.
من ناحية أخرى، أطلقت روسيا قنبلتها الفراغية المسماة "أبو القنابل" كرد على التجارب الأمريكية، بينما كانت الصين قد نشرت في عام 2019 شريطًا مصورًا يظهر تجربة قنبلتها الفراغية، مع مشهد كرة نارية ضخمة وسحب من الدخان الأسود.
تُعتبر قصة "أم القنابل" أقدم من هذا التاريخ، حيث طور خبراء عراقيون ومصريون قنبلة بتقنية مشابهة قبل إعلان أمريكا عنها بسنوات. هذه القنبلة، التي أطلق عليها العراقيون والمصريون اسم "نصر 9000"، استخدمها صدام حسين في حربه ضد إيران، حيث كانت لها تأثير كبير في وقف المعارك وتليين الموقف الإيراني، مما ساهم في القبول بوقف إطلاق النار عام 1988 بعد استهدافها لأكبر مجمعات صواريخ سكود الإيرانية.
أم القنابل المصرية
اليوم، تبدو مصر أكثر ثقة من أي وقت مضى بقدرتها على استخدام قنبلة "أم القنابل"، التي تعتبر ذات قوة هائلة بوزن تسعة أطنان. بعد نقل القنبلة من قبل علماء صدام حسين إلى مصر في الثمانينات، تم الكشف عنها في مناورات بدر 1996 و2008. قامت مصر بتطوير القنبلة لتتناسب مع متطلبات القوة التفجيرية المطلوبة، بدءًا من 500 جرام و1000 جرام حتى تسعة أطنان. وتستخدم أيضًا في قذائف المدفعية والرؤوس الحربية للصواريخ المضادة للدروع أو رؤوس الصواريخ الباليستية. يمكن لمصر استخدام هذه القنبلة عبر قاذفات طائرات مثل "سي 130 هيركوليس" و"تييو 16" و"تيان إش 6" المطورة، أو من خلال طائرات الشحن باستخدام المظلات.
رغم عدم استخدام مصر لقنبلتها منذ بدء التوترات مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، تظل التقارير الإعلامية في إثيوبيا والغربية تذكر "أم القنابل" كحل عسكري محتمل لتدمير سد النهضة إذا لم توافق إثيوبيا على شروط مصر بخصوص ملء السد.
فيما يخص نوعية القنابل الفراغية، فإنها تختلف عن القنابل التقليدية في كونها تتفجر على مرحلتين، حيث تُحدث المرحلة الأولى سحابة من المواد المتفجرة، ثم تنفجر هذه المواد في المرحلة الثانية باستخدام الأكسجين المحيط لتوليد انفجار ذي حرارة عالية وموجة انفجار ذات مدى طويل. قنبلة "أم القنابل" تحتوي على ذخيرة من وقود صلب يحترق بشكل متسارع، مما يتسبب في تخلخل الضغط في موقع الانفجار وتوليد ضغط سلبي يدوم لبعض الأجزاء من الثانية قبل أن يتبعه هجوم للضغط الجوي من جميع الجهات، مما يؤدي إلى تدمير مضاعف.
تزن القنبلة المصرية تسعة أطنان، بينما تزن القنبلة الأمريكية عشرة أطنان وتعد الأكبر في الترسانة الأمريكية، مع قوة تفجير تعادل 11 طنًا من مادة الـ TNT. أما القنبلة الفراغية الروسية "أي تي بي أي بي"، فتحتوي على مادة متفجرة بوزن سبعة أطنان وتعادل قوتها التفجيرية 40 طنًا من الترتيل، مع مدى تفجيري يصل إلى حوالي 1000 قدم.
في النهاية، تبقى مسألة استخدام مصر لقنبلة "أم القنابل" لغرض معين، مثل تدمير سد النهضة، أمراً محاطاً بالغموض. قد تكون هذه القنبلة مجرد سلاح ردع استراتيجي يبقى في مخازن الأسلحة، أو قد تستخدم في حالات الطوارئ القصوى.