أسرى فلسطينيون محررون يكشفون عن انتهاكات جسيمة في السجون الإسرائيلية
روى عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم السلطات الإسرائيلية مؤخراً، تفاصيل انتهاكات خطيرة تعرضوا لها في السجون الإسرائيلية، مشيرين إلى ظروف قاسية تفاقمت منذ بداية حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقد أقر مسؤولون إسرائيليون بزيادة صعوبة ظروف السجون بعد اندلاع الحرب، حيث أكدت التقارير أن السلطات أفرطت في قسوة التعامل مع الأسرى الفلسطينيين.
ووفقاً لشهادات الأسرى، شملت الانتهاكات الضرب المتكرر، الازدحام الشديد في الزنازين، والحرمان من وجبات الطعام الأساسية. يصف منذر عميرة، أحد الأسرى، كيفية تعرضه للضرب بشكل منتظم في معتقل عوفر بالقرب من رام الله، حيث فقد 33 كيلوغراماً من وزنه خلال ثلاثة أشهر من الاعتقال في زنزانة ضيقة كانت تضم 12 أسيراً على الرغم من توفر 6 أسرة فقط.
من جهته، تحدث عمر عساف، أستاذ اللغة العربية المتقاعد، عن الجوع الشديد الذي عانى منه الأسرى، حيث كانت وجبات الطعام محدودة جداً وشحيحة، مشيراً إلى عدم توفر الفواكه أو اللحوم. في حين قال معتصم سويلم، الذي قضى عاماً في السجن بسبب منشور على "فيسبوك"، إن "طعم الحرية جميل جدًا" بعد الإفراج عنه.
أحد الأسرى الآخرين، معزز عبيات، كان في حالة صحية متدهورة لدرجة أنه لم يتمكن من الحديث عن معاناته بشكل مفصل بعد الإفراج عنه في يوليو/تموز الماضي، حيث بدت حالته هزيلة وغير قادر على التركيز.
ردت وزارة الأمن القومي الإسرائيلية على هذه الروايات ببيان نفت فيه علمها بالانتهاكات المزعومة، مؤكدة أنها تتبع كافة الحقوق الأساسية للسجناء وأنه يمكن تقديم شكاوى سيتم فحصها.
من جهة أخرى، ذكر نادي الأسير الفلسطيني أن 22 أسيراً فلسطينياً قتلوا في السجون الإسرائيلية منذ بداية حرب غزة، وأن هناك العديد من الأسرى الذين قتلوا دون الكشف عن هوياتهم. ويشير النادي إلى أن عدد المعتقلين وصل إلى 10 آلاف، مما أدى إلى اكتظاظ في السجون وإفراج السلطات عن بعض المعتقلين.
تفاصيل الحرب على غزة
بدأت الحرب الأخيرة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما شنت حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، هجومًا مفاجئًا على الأراضي الإسرائيلية. الهجوم، الذي وصفته إسرائيل بأنه "مفاجئ وكبير"، أسفر عن مقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين وإصابة المئات. وردًا على الهجوم، بدأت إسرائيل عملية عسكرية موسعة ضد غزة، أطلق عليها اسم "الدرع الحديدي"، مستهدفةً مواقع حماس والبنية التحتية للقطاع.
تصاعد القتال: منذ بداية النزاع، تصاعدت وتيرة القتال بشكل سريع، حيث كثفت إسرائيل من غاراتها الجوية على غزة، بينما استمرت حماس في إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية. وقد تسبب هذا التصعيد في وقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى بين المدنيين في كلا الجانبين. وفيما كانت القوات الإسرائيلية تستهدف المواقع العسكرية، كانت الغارات تودي بحياة العديد من المدنيين بسبب كثافة القصف واستهداف الأحياء السكنية.
الوضع الإنساني في غزة: القتال الدائر تسبب في تدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل حاد. توقفت العديد من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء، وأصبح الوصول إلى الرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية صعبًا للغاية. وقد أدت الغارات إلى تدمير العديد من المنازل والبنية التحتية، مما دفع الآلاف إلى النزوح داخل القطاع أو محاولة الفرار إلى المناطق الأقل تضررًا.
الاعتقالات والممارسات القمعية: على الجانب الآخر، نفذت إسرائيل حملات اعتقال واسعة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث اعتقلت العديد من الفلسطينيين، مما زاد من معاناة المدنيين. السلطات الإسرائيلية أعلنت أن هذه الاعتقالات كانت ضرورية لأمنها، لكنها قوبلت بانتقادات شديدة من قبل منظمات حقوق الإنسان بسبب الظروف القاسية التي يعاني منها المعتقلون.
الردود الدولية والدعوات للتهدئة: تسببت الحرب في موجة من ردود الفعل الدولية. الأمم المتحدة ودول عدة طالبت بوقف فوري للأعمال العدائية وبدء مفاوضات للتهدئة. كما أصدرت منظمات حقوق الإنسان تقارير حول الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان والجرائم المرتكبة خلال النزاع. وفي محاولة لتخفيف حدة النزاع، عقدت عدة اجتماعات دولية بمشاركة وسطاء دوليين لدفع الأطراف نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الوضع الحالي: حتى أغسطس 2024، لا يزال النزاع مستمرًا، مع تبادل الهجمات بين حماس وإسرائيل. وتواجه غزة أزمة إنسانية حادة نتيجة القتال المستمر، بينما تستمر الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سلمية دائمة.
الآفاق المستقبلية: الآفاق المستقبلية للسلام في المنطقة تبدو ضبابية، حيث يواجه المجتمع الدولي صعوبات في تحقيق توافق بين الأطراف المعنية. بينما تواصل إسرائيل وحماس صراعهم، تبقى جهود الوساطة قائمة في محاولة لاحتواء النزاع وإيجاد حلول مستدامة لمشاكل المنطقة.