إسلام شعراوي.. قصة توبة شاب قبل وفاته بأيام أشعلت مواقع التواصل «بروفايل»
الجميع يسعى إلى التوبة انطلاقًا من معتقده الديني؛ فالحياة مليئة بالفتن التي يضعف الإنسان أمام إغراءاتها، فتجد النفس طواقة لاقتراف الآثام وإن علمت بحرمة الفعل، أو مخالفته لأعراف المجتمع وأخلاقياته، بيد أنه بعد فترة من الزمن ومن باب فطرة الإنسان على الخير، يسعى للتوبة إلى الله؛ أملًا في مغفرة خطاياه وطمعًا في الصفح ودخول الجنة.
"لا تستعجل الحرام وجمع المال، واقترب من الله وابتعد عن رفقة السؤ؛ فلا تخرج مجهودك في الحرام، لأن الستر والصحبة الصالحة والجهد هو الطريق الصحيح، وأقسم بالله لن أفعل شيئًا حرامًا مرة أخرى"، كانت هذه الرسالة التي نطق بها الشاب إسلام شعرواي -34 عامًا- معلنًا عن توبته إلى الله وإنابته إليه؛ لها واقع بليغ على قلوب الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ فما يخرج من القلب يصل إلى القلب، فترنو القلوب الصفية إلى التوبة والطاعة.
حكاية توبة
إسلام شعراوي، شاب أبكي الملايين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في مصر وخارجها، بعد نشره عدة مقطاع فيديو اعترف فيها بأنه كان يقوم بأعمال تخالف الضمير والدين، وندمه على ارتكاب هذه الأفعال وتوبته، فهذا الشاب الذي كان بعيدًا عن الدين، يعمل في عمل حرام يحتاج إلى مهارات كان يتقنها وفتحت عليه الدنيا وأصبح مليونيرًا، وضمت صحبته مجموعة شباب وبنات غافلين؛ قبل أن يقرر ترك الحرام والتوبة إلى الله؛ فحاول الرفقاء الغافلون وشركاء العمل، أن يضغطوا عليه ليعود للحرام لكنه رفض، قائلًا،: "مش هعمل حاجة حرام تاني والحاجة الوحيدة التس أسعدتنى هي أني لن أغضب الله أنا عشت الحياة التي يسعى الكل إليها والنسوان والآن أشعر بأحلى إحساس في الدنيا وأنا أجري للصلاة والدعاء وأن يضيء وجهي أنا مش شيخ لكني مبسوط بأن علاقتي بربنا أصبحت جميلة وعمري مهستسلم أقسم بالله السلام النفسي جميل".
رسائل عدة وإقرارات بالذنب وعزم على التوبة والسير في ركب الصالحين، وجهها إسلام شعراوي عبر عدد من مقاطع الفيديو من خلال حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ فلاقى إعجابًا من الجميع وأضحى قدوة يتحزي بها غيره، قبل أن يفجع الملايين بنبأ وفاته قبل يومين في حادث مروري، على طريق إسماعيلية الصحراوي، نتج عنه نزيف في المخ أدى إلى وفاته بموقع الحادث.
احترف إسلام مهنة تعديل سيارات الحوادث، بعد أن تعلمها على مدار عمله لمدة 7 سنين لدى فني مختص، فكان يجمع قطع وأجزاء سيارات الحوادث ويعديها كالجديدة، ويعيد بيعها وهو أمر مخالف ويعرض حياة راكبي تلك السيارات للخطر، وجمع إسلام مئات الآلاف من هذا العمل في وقت قصير، وامتلك سيارتين ودراجة بخارية حديثة.
رأسًا على عقب
يحكي إسلام سبب انقلاب حياته رأسًا على عقب، وتوبته وندمه على عمله في تجميع السيارات، قائلًا،: "في يوم من الأيام رأيت رجلًا يبكي على سياراته التي تحطمت بعد تعرضه لحادث بسيط، وكانت المفاجأة عندما عاين إسلام تلك السيارة ليجد أنها إحدى سياراته التي قام بتجميعها من حادث وبيعها مرة أخرى؛ فقرر إعادة تصليح السيارة للرجل في لمحة ندم على فعلته السابقة، وبعدما رأى الرجل وعائلته الذين كادوا يفقدون حياتهم بسبب حادث تلك السيارة المعيبة، قرر إسلام التوبة إلى الله، وعزم على ألا يعود إلى هذا العمل مرة أخرى وأن يتجه للعمل الحلال تحت أي ظرف، فأعاد الأموال التي كان يجمعها للعمل في هذه المهنة الحرام، وسافر لأداء العمرة مؤكدًا توبته إلى الله، ثم عاد ليعمل في أكثر من مهنة بالحلال.
إسلام، وجه رسائل عدة لمتابعيه، حاثُا لهم على التوبة إلى الله والابتعاد عن كل ما هو حرام ومخالف للأخلاق والضمير، فقال في أحد مقاطعه،: "ماتستعجلش على الحرام، ماتستعجلش على الفلوس، تقرب من ربنا وابعد عن الصحبة الوحشة، وانت في الشمال مش هتلاقي الحماية من ربنا ولا هتدوق نعمة الستر، يا رب اكرمنا كلنا وحقق لكل واحد حلمه لو انت شمال الشمال اشتغل على مخك يشتغل على قلبك إنك تتوب لربنا هتصدف استجابة دعوة منهم ويستجاب لك وهتدعيلي".
نعي المحبين
ونعى إسلام الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي فقال مصطفى ديشا،: "ماذا بينك وبين الله عشان الناس تحبك من غير ما تشوفك ربنا يرحمك يا حبيبي"، ذاكرًا حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم،: "إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ،...".
وقال آخر، مسقطًا عليه قول الله تعالى،: "والذن عملوا السيئات ثم تابو من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم".
وشهد جنازة إسلام، الآلاف الذين شيعوه إلى مثواه الأخير، وبموكب ضم عشرات السيارات لأهله ومحبيه، كما دشن عدد من محبيه صفحات على موقع "فيس بوك"، وقفًا للدعاء له، وأدى عنه آخرون عمرة في الحرم الشريف؛ علها تكون مدخل حسنات له تجبر ما اقترفه من آثام، وسببًا في مغفرة الله له ودخوله الجنة، وبهذا أضحت حكاية الشاب التائب أيقونة يتحاكى بها الشباب ويقتدى بها لترك الحرام وفعل الحلال.