مأساة «كلبة» تثير تعاطف رواد التواصل..
أطعمهم السم.. أوفى حيوان يعاني غدر البشر «قصة إنسانية»
لعلَّ الوفاء من أسمى الأخلاق التي يمكن لبني البشر الاتصاف بها، وكما يتصف بعض البشر بالوفاء، يتصف آخرون بالغدر؛ بينما هناك من الحيوانات من تلازمه صفة الوفاء أبد الدهر. فأضحى «الكلب» هو أوفى الحيوانات التي ترافق البشر وتبذل روحها دفاعًا عنهم، بل وتحزن حتى الوفاة لفقد رفيقها، وصاحبها.
ودائمًا ما تطالب منظمات وجمعيات الرفق بالحيوان بالقتل الرحيم للحيوانات، ويطالب البعض ممن يتمتعون بصفة الرحمة بتعقيم الكلاب الضالة حال الرغبة في التخلص من الأضرار التي تُحدثها في المدن السكنية، بينما يطلب آخرون بنقل تلك الكلاب إلى مزارع رعاية متخصصة خارج الحيز العمراني لتحيا فيها حتى وفاتها؛ إعمالًا لمبدأ «لا ضرر ولا ضِرار».
صورة تروي المأساة
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة تبعث على الحزن؛ إذ تظهر خلالها أنثى الكلب وهي تربض باكية حزينة على الأرض، بينما يحيطها عدة جراء هم صغراها، وقد اجترعوا السُّم ليفارقوا الحياة، فأضحى أبلغ وصف للصورة «أوفى حيوان يعاني غدر البشر».
الصورة لاقت تفاعلًا بين رواد التواصل، خاصة مع تفاصيل المأساة التي يندى لها جبين كل صاحب ذرةٍ من رحمةٍ في قلبهِ؛ فذاك أحد من انعدمت فيه الإنسانية وقد أعطى هذه الكلبة طعامًا؛ فرحت به وحملته مسرعة لتطعم صغارها؛ وبينما هي تنتظر وقد حرمت نفسها الطعام لتُشبع صغارها، وبينما تملأ الفرحة قلبها أن أسعدت جراءها بالطعام؛ إذ بها ترى صغارها يبتعدون أمتارًا عنها من شدة الألم الذي يجدونه في بطونهم، وسرعان ما يتساقط الواحد تلو الآخر صريعًا؛ بعد أن أطعمهم السُّم أحد البشر ممن افتقد الرحمة، والإنسانية؛ وبعد أن حاولت تلك الكلبة أن تنقذ صغارها بالطواف حولهم وركلهم بقدمها في محاولة أن تُفيقهم، استسلمت لواقعها الأليم؛ فجلست باسطة ذراعيها بالوسيط لو اطلعت عليها لانتفض قلبك حزنًا على ما فقدت، ولانتفضت حميَّتُك وإنسانيتك غضبًا من ذاك الذي ينتمي زورًا إلى بني البشر، وهو قد قتل هؤلاء الصغار، وفطر قلب أمهم عليهم.
وناشد رواد مواقع التواصل الاجتماعي الحكومة، والجهات المعنية، بضرورة حماية الكلاب الضالة، ونقلها إلى مزارع رعاية متخصصة، أو اعتماد تعقيمها لمنع انتشارها، وتكاثرها في الشوارع وتعريض حياة المواطنين والأطفال للخطر؛ وهي رسالتنا أيضًا التي نشد على يد من يعنيه الأمر من منظمات الرفق بالحيوان، ومسؤولي الأحياء بالمحافظات المختلفة.