على وقع إذاعة القرآن الكريم..
العودة إلى الجذور.. إبراهيم شعبان يوثق بعدسته مناظر الطبيعة الخلاّبة في الريف المصري
«العودة إلى الطبيعة»، تحت وقْعِ هذه العبارة، رفع الشاب المصري إبراهيم شعبان رايته هربًا من الحياة الحديثة بمظاهرها التكنولوجية المتسارعة، والتي طغت على بساطة الحياة وسرقت من الشعوب استمتاعها بجمال الطبيعة الخلاب، فأضحى كل شخص منعزلًا بين شاشة هاتفه وشوارع مزدحمة بين ساعات عمله، وجدران منزله الخرساني، بينما هناك في أطراف المدينة وبين قرى الريف مظاهر السعادة الحقيقية فهناك تجد الحياة الطبيعية التي تنتشي بها الروح، وترفرف لها النفس فرحًا، وتتنفسها رئتان لطالما خالجهما تلوث العاصمة بعوادم سياراتها، وتتمتع بها آذان قد ضجرت من ضجيج مصانعها.
لعلك عزيزي القارئ من جيل التسعينيات والثمانينيات، وما قبلهما من عقود مضت كانت أقرب إلى الحياة الطبيعية بين مناظرها الخلابة وأدواتها التكنولوجية الأخَّذَة مثل الراديو وخاصة تواشيح ومقدمات برامج إذاعة القرآن الكريم والتي لطالما أدخلت الفرح والسرور والطرب على جمهور المستمعين للقرآن الكريم والأناشيد والتواشيح الدينية التي تخطف لب عقولنا وقلوبنا لترفرف بنا في سحاب التأمل في جميل صنع الله.
ولكلٍ مِنَّا هوايته التي يسعى من خلالها إلى إسعاد نفسه، والشعور بالفرح؛ غير أن الشاب إبراهيم شعبان قدّم هوايته في لمحة فنية هدية إلى جمهور عريض يأمل في عيش الحياة الريفية البسيطة، أو مطالعة تلك الحياة بأمنية تحقيقها، فعرض إبراهيم أمامهم فرصة معايشة إلكترونية عبر شاشات الهواتف المحمولة لبساطة حياة الريف، مدمجًا إياها مع تواشيح ومقدمات برامج إذاعة القرآن الكريم، والتي نسجت لوحة من الخيال تضفيه على قلوب المستمعين والمشاهدين فيسبحون في فلك الأمنيات أن لو عايشوا تلك الحياة البسيطة الهادئة.
تحدثنا في «العرب 24»، إلى إبراهيم شعبان صاحب المحتوى المتميز والذي حجز لنفسه مقعدًا بين أكثر المؤثرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وكان لنا معه الحوار التالي:
بداية حدثنا في تعريف بسيط عن نفسك؟
اسمي إبراهيم شعبان عمري 30 عامًا، وأنا من مواليد قرية تفهنا العزب بمركز زفتى محافظة الغربية بمصر، وقريتي مسقط رأسي هي التي أقوم بتصوير المقاطع فيها وبثها عبر صفحتي على موقع «فيس بوك» وقناتي على موقع الفيديوهات العالمي «يوتيوب».
كيف تبلورت فكرة هذا المحتوى المتميز في عقلك؟
الفكرة راودتني عند مطالعتي مشاهد ترويج للسياحة في الدول الغربية، لمناظر مقتبسة من حضارتنا وثقافتنا المصرية وعيشتنا الريفية الجميلة التي افتقدناها للأسف ونحن أساسها وبدأ الغرب في تقديمها على أنها سياحة بيئية طبيعية رغم أننا منبع تلك السياحة وأصلها وكل أمور الرفاهية الفندقية العالمية والقرى السياحية مستوحاة من حضارة العرب الإسلامية وموروثنا في الأندلس.
دمجت بين السماع لمأثورات إذاعة القرآن الكريم والمناظر الطبيعية ما رسالتك من هذا؟
فقط أنا أحاول أن أنقل الواقع والاستمتاع بالعين والأذن بمشاهد ومقاطع صوتية تُثري خيال المشاهد ورواد التواصل، فكل ما أراه جميلًا أقدمه للناس وأتمنى أن يعيش الجميع تلك الحياة الطبيعية الجميلة.
مقاطع الفيديو خاصتك تحمل طابعًا فنيًا حدثنا؟
لدي موهبة التصوير بالكاميرا، إلى جانب موهبة الطهي فدمجتهما ونقلتهما في وسط الطبيعة للناس بشكل بسيط وبفضل الله نجحت في الوصول إلى قلوب الناس، فأنا أحاول إعادة الزمن الجميل بالأدوات الحديثة من خلال دمج التكنولوجيا في هذا المشروع الذي أتمنى أن تتوارثه الأجيال المختلفة ليتمسكوا بهذه الحياة الطبيعية البسيطة.
ما رسالتك التي ترغب في إيصالها للناس؟
أريد إرسال رسالة بجمال الريف المصري وجمال البساطة وعدم محو جيل أجدادنا من التاريخ فيظل مستمرًا باستمرار مظاهر الحياة البدائية البسيطة بالألوان، لكي يرى الناس جمال مصر وطبيعتها الأصيلة وريفها الذي يحمل الخير.
كيف استقبلت تعليقات رواد التواصل الاجتماعي على تلك المقاطع؟
رأيت سعادة الناس ومدحهم لمصر وأمنياتهم بالحضور إلى مصر لتجربة هذه الحياة الريفية وتلقيت إشادات من أشقائنا في الخليج والدول العربية، واستنبطت من خلال ردود الأفعال الجماهيرية أنه مهما طغت الحداثة والتكنولوجيا على حياة البشر سيظل الكثيرين لديهم رغبة في العودة إلى الحياة الريفية البسيطة والطبيعة الخلابة.
ماذا عن طموحك من هذا المشروع الشخصي الذي تتبناه؟
طموحي ليس له سقف محدود أتمنى أن يظل المحتوى في الانتشار ليرى الناس سحر الطبيعة الريفية المصرية وأتمنى أن تكون رسالة لجذب السياحة العالمية إلى مصر، كما أتمنى أن أبتكر مفهوم السياحة الريفية ونشر تلك الثقافة بين الناس في الداخل وحول العالم وأن أنشئ قرية ريفية للاستجمام والعودة إلى الحياة البدائية الطبيعية الجميلة.
هل تلقيت عروضًا للعمل في تقديم هذا المحتوى خارج مصر؟
وصلتني دعوات للسفر إلى عدد من الدول الخليجية وتقديم محتوى مشابه للترويج إلى السياحة في تلك البلدان ولكني آثرت أن أعمل في مصر لأبرز جمال بلادي التي كانت من أكبر الدول الزراعية في العالم.
في محتواك تطغى مشاهد إعداد الطعام على نقل المناظر الطبيعية حدثنا؟
نعم من ضمن أهدافي التي أسعى إلى نقلها للناس هو إعداد الطعام في مقاطع الفيديو فأنا أقدم الوجبات المصرية الأصيلة بهدف نشر ثقافة الأكل الريفي المصري فهو شكل مميز لمصر لن تجده في أي مكان آخر حول العالم ويستحق أن نبرزه وأن نروج له في دول العالم.
ختامًا ماذا تتمنى مستقبلًا؟
أتمنى أن يوفقني الله في نقل كل شيء جميل في بلدى بعدسة الكاميرا الخاصة بي وهذا الجمال الأخّذ الذي هو من صنيع الله فلن يضاهيه جمال وسيظل يخطف الأبصار والعقول لمن يشاهده ويتمنى أن يعيش تجربة تلك الحياة البسيطة وسط مناظر الطبيعة الخلابة.