مستشفى 57357 بين حملات التشويه ورسائل الإنجاز.. بقلم أحمد واضح
مستشفى سرطان الأطفال 57357، صرحٌ طبيٌ أكمل عقده الثاني في خدمة أطفال مصر، ونجح في التخفيف عن كاهل عشرات الآلاف من الأسر كلفة علاج هذا المرض الخبيث الذي يدب في أجساد أطفالهم مهددًا بإزهاق أرواحهم حال عدم الحصول السريع على العلاج، ولا يزال يقدّم رسالته بكل إخلاص وبيد أبناءه من المؤسسين أصحاب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى.
تُبحر سفينة 57357 بين أمواج عاتية من المؤامرات الخبيثة التي أطلقها بعض من الحاقدين، أو المأجورين الراغبين في النيل من هذا الصرح العملاق، محاولين تشويه جهوده لمصالح شخصية، فأحدهم أراد أن يُثير زوبعة تُعيد ذكر اسمه في المجال العام بعد أن خفت نجمه، فلم يجد عَلمًا من أعلام الصحة في مصر أكبر من هذا الصرح ليحاول تشويهه فتتهافت عليه الفضائيات لاستبانة تلك المزاعم الواهية، وخيرًا فعل فقد التف المحبون لهذا الصرح حوله وتمحص من كان في قلبه زيغ، وهلك غير مأسوفٍ عليه وبقي هذا الصرح بأبنائه المخلصين يقدّم الخير لكل الناس، ويخفف آلام الأطفال ويُدخل السرور على الآلاف من الأسر بفرحتهم بشفاء فلذات أكبادهم.
ومن عجب عزيزي القارئ أن تجد إعلاميًا من طراز فريد في انعدام المهنية ومواثيق الشرف الصحفي، ولطالما أطلق على نفسه أنه ملك الصحافة الصفراء تلك الصحافة القميئة وغير المهنية المعتمدة على الإثارة في تحقيق الشهرة والانتشار، أراد أن يحصل حملة إعلانية من تلك المستشفى، أو على شهرة مزعومة ومؤقتة فلا يكاد يُذكر إلا وتذكر معه تسريباته في الوسط الصحفي بكلام بذيء وألفاظ نابية، فكال لها الاتهامات والتي تحققّت منها كافة أجهزة الدولة وأثبتت أنها محض افتراء كاذب حاقد، لا تخرج إلا من شخص مريض يشوه الصورة الجميلة في نفوس الناس لمصلحة شخصية حقيرة، وننشر في السطور التالية بيانًا رسميًا من النيابة العامة حول تلك الاتهامات الباطلة.
لا أخفيك سرًا عزيزي القارئ وأنا قد عاينت جنبات المستشفى كم هو منظم في أدق التفاصيل بداية من النظافة العامة وحتى جهاز «سايبر نايف» الأحدث في علاج السرطان، ولعل شهادتي في هذا المستشفى مجروحة؛ من فرط محبتي لهذا الصرح الذي أكم أتمنى أن يكون أنموذجًا لكافة مستشفياتنا في مصرنا الحبيبة.
تفقدنا المستشفى من مدخلها وحتى أدق أدوارها ومستوياتها، وكأننا انتقلنا من مصر في رحلة عبر الزمن إلى أحدث الدول الأوروبية في مجال الصحة، والرعاية الفائقة، والنظام التكنولوجي المتطور والمميكن في أدق تفاصيله، فمنذ دخول الطفل طالب الرعاية الطبية المجانية بالكامل يتم أخذ عينات الدم لتحليلها وإنشاء ملف إلكتروني برقم تعريفي خاص به، ويتم تحليل العينات بمعامل هي الأحدث في القارة الإفريقية، قبل أن يتم التشخيص ثم بدء إدخاله في غرفة خاصة معقّمة ومجهزة بكافة وسائل الراحة الطبية حتى في إطلالة تلك الغرفة تظهر المناظر الطبيعية في قلب القاهرة التاريخية وحي السيدة زينب العريق، لتدخل الراحة والسرور على قلب هذا الطفل فتعزز مناعته وقابلية جسده الهزيل للعلاج السريع.
وتُطل كافة غرف الأطفال المرضى بمشهد بانورامي بزجاج يأخذ مساحة الثلثين من حائط الغرفة حتى لا يشعر الطفل المريض بأنه محتجز رغمًا عنه فأمامه شاشة التلفاز بقنوات فضائية تفوق الألف للترفيه عنه، وحوله شوارع القاهرة ومبانيها الأثرية في ذاك الحي الضارب بجذوره في عمق التاريخ.
الأطقم الطبية والتمريض وكافة العاملين في المستشفى بداية من العامل البسيط، وحتى مدير المستشفى ومؤسسها الدكتور شريف أبو النجا، لديهم عقود سنوية تجدد فقط بعد تحقيق المستهدف من الإنتاج والإنجاز، كما أن الأطباء ممنوعون من العمل خارج المستشفى حتى لا يكون هناك تضارب مصالح مع العمل الخيري القائم عليه المستشفى.
تجد جميع الأطباء وأطقم التمريض في حالة تناغم شامل مع المرضى وكأنهم في حياتهم الخاصة، فلا شيئ يشغل بالهم سوى أملهم في تحقيق الشفاء لهؤلاء المرضى، وهو نظام إداري نتمنى أن يتم تعميمه في كافة مستشفياتنا الراغبة في الحصول على شهادات الجودة التي تمنحها وزارة الصحة والجهات الدولية.
المستشفى توفر أيضًا وسال الترفيه للأطفال بين حفلات الغناء وفقرات الشخصيات الكرتونية لإدخال السرور عليهم ما يعزز فرص الشفاء بنسب كبيرة، تهتم المستشفى حتى بوضع اسم الطفل أو الطفلة على باب الغرفة حتى لا يدخل أحد دون أن يعلم هوية الطفل ذكرًا كان أو أنثى فلا يناديها باسم الذكر لتساقط شعرها جراء العلاج، فتصاب بإحباط شعوري يقلل من فرص الشفاء؛ نعم عزيزي القارئ إلى هذا الحد من التدقيق في كل تفاصيل العلاج تتشدد إدارة المستشفى؛ وهو ما كان أثره الوصول إلى نسب شفاء تجاوزت 74% وتقاربت مع النسب العالمية التي لم تتجاوز الـ 80%.
قوائم الانتظار في المستشفى بين 3 و 4 أسابيع، وطالعنا كيف ترفض إدارة المستشفى اتصالات من أية جهة من أعلاها إلى أدناها وتطلب وضع أي طفل على قوائم الانتظار فتجد ابن الخفير يتقدم على ابن الرئيس -مجازًا نعبِّر- وطالعنا كيف لأبناء شقيق مسؤول كبير في الدولة إلى أعلى مستوى تم إدراجهم على قوائم الانتظار بالميستشفى الذي لا يقوم على الطبقية، والتمييز، ولعل هذا هو سر نجاحه واستمراره منذ 20 عامًا وسيكمل الطريق بإذن الرحمن.
وحتى لا أطيل عليك يا عزيزي دعني آخذك في جولة داخل جنبات المستشفى لترى بنفسك بعضًا من المشاهد التي التقطتها لتوثق دليلًا لما قدمته بين يديك عاليًا، وأدعوك أن تأخذ أطفالك وتذهب في رحلة عائلية لمشاهدة هذا الصرح وكيف يعمل وتعلّم أطفالك كيف العطاء والدعم لنظرائهم من المرضى ولو بالبسيط فقد تأسست المستشفى بحملة رئيسية كان عنوانها: (اتبرع ولو بجنيه .. اتبرع باللي تقدر عليه) فكن إيجابيًا وساهم لاستكمال مسيرة هذا المستشفى ولو برسالة عبر هاتفك المحمول تخفف شيئًا من آلاف هؤلاء الأطفال الذين سرى بأجسادهم هذا الخبيث يأكلها ويدمر خلاياهم مهددًا أرواحهم النقية بالفناء، فكن رحيمًا بهم مادًا يد الخير لهم ولذويهم فالخير لك عائد، وكرم الله لك عائض.