قلوب بلا رحمة.. شاهد مواطن مصري يدهس كلبة وجراء صغيرة بسيارته (فيديو)
(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة)، تصف هذه الآية الكريمة بعض قلوب البشر من الذين لا يتمتعون بالرحمة واللين، بل على العكس حالهم فتجدهم غلاظ القلوب نفوسهم خبيثة لا يرحمون ضعيفًا، ولا يوقرون كبيرًا، تجدهم بلا رحمة، او شفقة على بني جنسهم، أو حتى تُجاه الحيوانات الضعيفة.
لعلك عزيزي القارئ تًصدم حين أُخبرك أن أحد هؤلاء الموصوفين بهذه القسوة، قد نزل من بيته عاقدًا العزم على إزهاق روح جراء كلبة حديثي الولادة، فما كان منه إلا أن استقل سيارته، وتحرك بها من أمام منزله وسط تحذيرات وصرخات الجيران والأطفال (ستدهس الكلاب توقف توقف)، غير أن تلك التحذيرات أيضًا لم تجد سبيلًا إلى هذا القلب من الحجر القاسي فعمد متحركًا ليستمع الأطفال والجيران إلى صوت تكسير عظام الجراء الذين خرجت أحشاؤهم من بطنوهم وماتوا على الفور.
ضاعت الرحمة بين البشر
دُهست الكلبة فأصيبت في قدميها وكسر حوضها، ودُهست جراؤها فمات منهم نحو أربعة وبقي مثلهم يعانون مرارة الإصابة وهم حديثي الولادة لم تتفتح أعينهم بعد.
تكمن الحسرة وأنا أصف لك المشهد وقد عاينته بلحظات الأسى، وأخذت أصرخ (يا أخي اتق الله حرام عليك أين الضمير؟!) غير أن جاري هذا القبطي أكمل مسيره بعربته بلا مبالاة؛ فرأيت الجراء وهم تتحطم عظامهم تحت إطار السيارة وأمهم تبكى وتصرخ جراء إصابتها البالغة، قبل أن تتوارى السيارة عن المشهد لأنظر إلى تلك الأم الحانية وأجدها تبكي وتتأوه وكأنها أم بشرية فقدت أطفالها.
(وكلبهم باسط ذراعيه بالوسيط)
تحركت الكلبة الحانية على الفور وهي مصابة وأخذت تضم جراءها بين ميت ينزف الدم من فيه وآخر قد خرجت أحشاؤه من خلفه، وآخر قد بسط ذراعيه بالوسيط لو اطلعت عليه لظننته نائمًا في غفوة طفل ملائكي، لتقوم الأم بجمع كل جرائها وتنام على ميتهم وتضم صحيحهم ومصابهم إلى حلمات ثديها تُرضعه لبنًا تكون بين فرثها ودمها وجسمها الهزيل.
المشهد عزيزي القارئ أصعب مما وصفته لك بكثير فلا سامح الله من فعل هذا بتلك الأم الثُكلى، فقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض، فما بلك بمن دهس هؤلاء الصغار وقتلهم متعمدًا.
ومن عجب وأنا أصيح في هذا الجار الذي لا أستطيع إلا أن أصفه بقليل الضمير، أو عديمه، تخرج زوجته لتصيح صياح النسوة من ذوي الحارة المصرية، وكأنني أشتم زوجها ليس أصف فعلته الشنعاء، وبدلًا من أن تعاتبه على هذا التصرف غير الإنساني؛ لا أخفيك عزيزي القارئ سرًا أنني كدت أن أخطر الجهات المعنية لعقابه غير أن بطء إجراءات حكومتنا إلا من ترند مشهور أو رأي عام مشحون جعلني أعتني فقط بالكلبة الأم وما تبقى من جراؤها، وأترك تلك الجريمة لحساب الله فهو المنتقم لكل ضعيف الجابر لكل كسير.
الراحمون يرحمهم الرحمن
الشاب محمود مختار أحد الجيران فور علمه بالواقعة هرع إلى المكان وأخذ يُراعي تلك الأم الثُكلى ويحاول أن يبعدها عن مكان تلك السيارة المملوكة لذاك الرجل الذي دهس تلك الجراء التي لا ذنب لها إلا أنها ولدت أسفل سيارته، أخذ محمود يحمل جراء الكلبة الأحياء والموتى وينقلهم إلى أسفل سيارتي ويُحضر لها الماء والطعام في مشهد مفارقة بين صاحب الضمير والدين والرحمة، وبين مفتقد تلك الصفات مرتكب تلك الجريمة المروعة.
ولعلي حين أشكر لهذا الشاب موقفه الإنساني الذي يعبر عن قلبه الحنون، أذكر لك عزيزي القارئ أنني شاهدت تأثره لما وجده من هذا المشهد المؤلم، حتى أنه كاد يبكى دموعًا، وكاد ينفلت لعقاب ذاك الرجل مرتكب هذا الفعل غير الإنساني، لتظل هذه هي سنة الحياة بين صاحب الضمير والرحمة، وبين صاحب القسوة والجفوة، لتدور معركة الحياة بين رحى الخير وسندان الشر، وعند الله تجتمع الخصوم.
أريدك عزيزي القارئ أن تشاهد الفيديو التالي وتستحضر كلماتي عاليه، لتعلم كم الأسى والمعاناة الذي شهدته تلك الأم وهي تفقد فلذات كبدها أمام عينيها.