بعد زيارته المفاجئة لـ«بيونغيانغ».. ماذا يريد بوتين من كوريا الشمالية؟
وسط أجواء العقوبات الأميركية الغربية على روسيا، تأتي زيارة الرئيس «فلاديمير بوتين» المفاجئة إلى كوريا الشمالية التي انتهت الأربعاء الماضي في جولة نادرة لإحدى الدول الأكثر إنعزالًا في العالم، وتمتلك قدرات عسكرية ضخمة.
وتتهم أمريكا والدول الغربية «بيونغيانغ» بتزويد «موسكو» بالذخيرة لدعمها في هجومها على أوكرانيا، والمستمر منذ 3 سنوات، وتخضع روسيا أيضًا لعقوبات دولية منذ بدء الهجوم على «كييف» في فبراير من العام 2022.
كوريا الشمالية حليف إستراتيجي
وتأتي زيارة «بوتين» بعد 9 أشهر على استقباله الزعيم الكوري الشمالي في شرق روسيا، وهي زيارة لم يعلن عن الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال الزيارة، بينما تم الإعلان فقط عن خطوط عريضة لشراكة إستراتيجية ودفاع مشترك في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو والدول الغربية، وهو ما يعد تطورًا خطيرًا للأحداث على الساحة العالمية وسط زيادة ضخمة في الإنفاق على السلاح وتأهب الدول النووية لحرب عالمية ثالثة.
ويتهم الاتحاد الأوروبي «بيونغ يانغ» باستخدام مخزونها الضخم من الذخائر والصواريخ الباليستية، والقنابل الذكية لتزويد روسيا بكميات ضخمة لاستخدامها في حربها على الأراضي الأوكرانية.
وتتعاون روسيا وكوريا الشمالية، لإمداد الأخيرة بالتكنولوجيا اللازمة لإطلاق الأقمار الصناعية، وكذا المساعدات الغذائية، لمواجهة العقوبات الأمريكية الغربية على الدولة الأكثر انعزالية على مستوى العالم.
وفي تصريح له قال الرئيس الكوري الشمالي أثناء زيارة الرئيس الروسي: «نشيد بروابط الأخوة الراسخة لرفاق السلاح بين بيونغ يانغ وموسكو والتي تعود إلى الحقبة السوفياتية، ونرفع التعاون إلى مرحلة جديدة ترقى للشراكة الاستراتيجة».
ضد الهيمنة الأميركية
بينما يبرر الرئيس الروسي هجوم بلاده على أوكرانيا بأنه إجراء ضد الهيمنة الأميركية على الساحة الدولية، ومحاولتها لحصار روسيا عبر مد يد حلف الناتو إلى الدول الانفصالية عن الاتحاد الروسي إبان الحقبة السوفيتية.
وتأتي الزيارة الثانية للرئيس الروسي إلى كوريا الشمالية بعد أكثر من 25 عامًا على زيارته الأولى، وهي زيارة تعد الأولى من في فترة حكم الزعيم الكوري الحالي «كيم جونغ إيل».
وصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الترحيل غير القانوني لأطفال أوكرانيا، وسط حشد أميركي غربي لفرض مزيد من العقوبات على وريث الاتحاد السوفيتي.