شجرة صناعية واحدة تعدل 368 شجرة طبيعية
«ECO AIR».. طلاب مصريون يبتكرون شجرة صناعية لحماية المناخ
في عصر أصبح التغير المناخي من أبرز القضايا التي تواجه البشرية، إذ يشهد العالم ظواهر مناخية متطرفة تتسبب في زلازل وحرائق إلى جانب ارتفاع مستويات البحار؛ وهو مما يستدعي بحثًا مستمرًا عن حلول مبتكرة لمواجهة هذه التحديات.
وتأتي الابتكارات التكنولوجية كملاذٍ آمن لمواجهة التحديات البيئية، ومن بين هذه الابتكارات يبرز مشروع "ECO AIR" الذي طوره فريق من طلاب مدرسة WE للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة نصر، والذي يتكون من:-
- سهيلة عماد محمد ثابت
-
محمد عبد العظيم أحمد سعداوي
-
ميلسيا مدحت حشمت زرزور
- ومريم وليد وليم عزيز
وهم فريق من الشباب يهدفون لإحداث فرق حقيقي من خلال الإبداع والابتكار.
وتتضمن رؤية "ECO AIR" التوجه نحو الاستدامة، ولذا يسعى الفريق للحصول على براءة اختراع لمشروعهم، متخذين خطوات جدية للتعاون مع مراكز بحوث معترف بها، وهو ما يعكس التزامهم العميق بتطبيق العلم في خدمة البشرية.
368 شجرة طبيعية
ومشروع "ECO AIR" يعد خطوة رائدة تهدف إلى تقديم حل فريد يعزز من عملية البناء الضوئي بفعالية تفوق ما توفره الأشجار الطبيعية، وبينما يشهد العالم تغيرات مناخية متسارعة، يأتي هذا المشروع ليمثل خطوة جادة نحو توفير حلول بيئية مبتكرة تعزز من كفاءة عملية البناء الضوئي، لتكون بديلاً عن الأشجار الطبيعية بقدرة تفوقها بمعدل 50 مرة.
تم تصميم هذا المشروع من قبل مجموعة متميزة من الطلاب في مدرسة WE للتكنولوجيا التطبيقية في مدينة نصر، الذين جمعهم شغف مشترك لحماية البيئة والتصدي للتغير المناخي، ويجسد مشروع "ECO AIR" رؤية جديدة تدمج بين التكنولوجيا والبيئة، حيث تم تطوير شجرة صناعية تقوم بعملية البناء الضوئي بكفاءة تزيد بمعدل 50 مرة عن الشجر الطبيعي، مما يجعلها قادرة على إنتاج كميات من الأكسجين تعادل تلك الناتجة عن 368 شجرة طبيعية.
الابتكار لا يتوقف عند هذا الحد الذي تقدّم شرحه؛ بل يهدف الفريق إلى دمج تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) مع تصميم الشجرة الذكية، مما يمكّنها من مراقبة حالتها والتفاعل مع بيئتها المحيطة، وستقوم هذه الشجرة الذكية بتوفير بيانات دقيقة حول التغيرات المناخية، مثل معدل الرطوبة والطقس، مما يجعلها أداة قوية لمراقبة الظروف البيئية وتقديم المعلومات اللازمة لتحسين جودة الهواء.
رحلة نحو النجاح
بدأت رحلة هذا المشروع في فبراير 2024، عند ما أُتيحت للفريق الفرصة لعرض فكرته في مسابقة YIL تحت رعاية الأكاديمية الوطنية للعلوم والمهارات، ومنذ ذلك الحين، حقق الفريق إنجازات متتالية، بدءًا من الحصول على المركز الأول في المسابقة ودعم مالي في 24 إبريل الماضي، مع إشادة الحكام بالمشروع، وصولًا إلى تطوير نموذج أولي متكامل (prototype) في ورشة عمل أُقيمت في 6 يونيو، لكن النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج جهد جماعي وبحث دؤوب، حيث استمر الفريق في تحسين الفكرة والابتكار لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
مشاركة الفريق في المسابقات لم تتوقف عند هذا الحد، فقد شاركوا في المسابقة الوطنية للمبتكرين في 21 يوليو، وكذلك في مسابقة YLF Climate Leaders، مما ساعدهم على التأهل كأصغر المشاركين سناً في المسابقة التي تستهدف الفئة العمرية من 20 إلى 40 عاماً، حيث تم قبولهم بفضل فكرة المشروع الفريدة.
منذ ذلك الحين، بدأت خطوات جدية نحو الحصول على براءة اختراع لمشروعهم، حيث اتخذوا الإجراءات اللازمة والتي يتوقع الانتهاء منها في غضون عام ونصف، للتأكيد على أهمية المشروع، بدأ الفريق بالتواصل مع مراكز بحوث عديدة لتطبيق الجزء الكيميائي من فكرتهم، حيث لقوا دعمًا من مركز البحوث القومي، وكان لهم لقاءً مثمرًا مع دكتور فاروق كامل الباز أستاذ الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث، والذي أبدى استعداده لدعمهم ولكن تحت رعاية مؤسسة وزارية حكومية.
مشروع "ECO AIR" لا يعد مجرد ابتكار تقني فحسب، بل هو أيضًا مثال حي على قدرة الشباب على الابتكار والتفاعل مع مشكلات العصر، مما يمنح الأمل في مستقبل بيئي أفضل.