”حبك” لها أنواع! بقلم الأستاذ محمد عبد القدوس
حواء بالدنيا .. عنوان لا أعتقد أن فيه أي مبالغة ، فهي في قلب حياتي وحياتك سواء أرضيت بذلك أم لا. والسعيد في هذه الحياة هو من يكسب حواء إلى جانبه ، والتعيس من تكون علاقته بها متوترة.
وحتى تتأكد من صدق كلامي تعالى نستعرض سويا طبيعة علاقتك معها، أنها تنقسم إلى أربعة أقسام أساسية ، حفظني الله وإياك من النوع الأخير لأنه مدمر كما سترى !
الحب المقدس .. وهو أعظم أنواع العلاقة معها على الإطلاق .. أمك .. أبنتك .. أختك .. إلخ يعني صلة الرحم، ويلاحظة أن هذا الحب لا ينقص أبدا بل على العكس ينمو دائماً إلا في الأحوال الطارئة ، والإستغناء لا يقاس عليه ، بل يبقى دائماً شاذا ، وإذا دققت النظر فستجد أن زوجتك خارج هذه التقسيمة ، فعلاقتك معها لها طبيعة أخرى.ا
الحب العاطفي، يبدأ عندما يدق قلبك لحواء من أيام الصبا، والحب هنا له درجات مختلفة ، فالحب الناضج غير "شغل المراهقين"، والعاطفة التي تدفع الإنسان للنجاح غير تلك التي تقوم فقط على سهر الليالي!!
وصاحب الخلق هو الذي يتحكم في قلبه ، ولا يجري وراء نزواته ، بل يوزن أمور عواطفه بالميزان الصحيح ، وقمة النجاح هنا أن تعثر على نصفك الآخر ،وتعيش معها سعيداً، ويعجبني التعبير الدقيق الذي يقال عن الزواج بأنه "قسمة ونصيب" .. يعني أنت وبختك، فنجاحه لا يخضع لقواعد معروفة سلفاً وإلا لما كانت هناك أي مشكلة ، بل هو حظ وتوفيق من ربنا بالدرجة الأولى .. فزوجتك إما أن تكون نعمة أو نقمة ، وأنت شخصياً إما أن تكون كابوس لامرأتك أو هدية من السماء.
وبيتك إما أن يكون رحمة أو مصدر للصداع أو خليطا من هذا وذاك، وإذا كانت أوقات السعادة التي تجدها مع شريك العمر تزيد أضعافاً على الخناقات معها فأنت محظوظ في هذه الحالة ، وغيرك يبحث عن بعض سعادتك دون جدوى.
النوع الثالث في علاقتك مع حواء هو الذي يقوم على الزمالة والصداقة والأحترام ، بعدما أصبحت شريكة للرجل في معظم المجالات.
النوع الرابع والأخير هو الحب الفالصو .. وغالباً ما يكون مجرد نزوة أو انحراف أخلاقي .. وبلاويه أكبر بكثير من السعادة المؤقتة التي يمكن للإنسان أن يشعر بها !!
وأخطر أنواع هذا الحب على الإطلاق أن يكون قائماً في البداية على حب حقيقي في السما ثم يتحول بمرور الزمن والتجارب والمواقف إلى حب فالصو ، لأن شريك العمر لم يكن على قدر المسئولية.
وبعد فوات الأوان تكتشف عيوبه بعدما خدعك مظهره البراق في البداية، وصدق من قال "الحب أعمى" .. كلمة في محلها تماماً تنطبق على هذه الحالة.
ويارب تبعدنا عن الحب الفالصو بكل أنواعه لأنه مصيبة ، وكان الله في عون من أكتوى بها.