«أسد السنة» .. هل يستطيع الله أن يخلق مثل نفسه؟ الشيخ سمير مصطفى يُجيب (فيديو)

جدل فلسفي يكشف عمق العقيدة ومكانة التوحيد في الإسلام .. في مناقشة دينية حادة وعاطفية، طرح أحد الحاضرين سؤالًا وجوديًا مثيرًا: "هل يستطيع الله أن يخلق مثل نفسه؟"، ما فتح بابًا واسعًا لتأملات عميقة في العقيدة والتوحيد، وسلط الضوء على بعض الانحرافات الفكرية الناتجة عن سوء الفهم أو الجدل العقيم.
سؤال يزلزل القلوب اللسان ينطق بما لا يُعقل
بدأ الحديث بنبرة أبوية حانية، تتوجه بالتساؤل إلى أحد الشباب: "يا ابني يا حبيبي، بتقول يخلق؟"، في إشارة إلى خطورة التلفظ بمثل هذه العبارات. هذا السؤال، كما جاء في سياق الخطبة، لا يُفترض أن يُقال من الأساس، لأن فيه قياسًا للخالق على المخلوق، وهو ما ينافي أساس التوحيد.
قصة مريم والعقيدة عندما يتكلم الصمت
تم استحضار موقف السيدة مريم عليها السلام حين أمرها الله ألا تتكلم وهي تُتهم في عرضها. لم يكن معها من يدافع عنها، ومع ذلك كان صمتها طاعة لأمر ربها، حتى جاءها الفرج بمعجزة تكلم ابنها عيسى عليه السلام، الذي أعلن بوضوح: "إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًا".
هذا الموقف يُجسد العقيدة الخالصة والتسليم لله دون جدال، ويعلّم أن المعجزات تأتي مع الثقة واليقين، لا مع الشك والتساؤل المضلل.
هلاوس الفرق والمذاهب حينما يصبح الكلام فتنة
أشار المتحدث إلى أن بعض الفرق، مثل المعتزلة، استخدمت أساليب عقلانية مفرطة أدت إلى التشكيك في الثوابت. وُصفت هذه الانحرافات بأنها "هلاوس" فكرية، نتجت عن الاسترسال في الفلسفة دون الرجوع للنصوص الواضحة.
المشكلة أن العقيدة تحولت عند البعض إلى مجرد نقاشات ومناظرات، بدلًا من أن تكون نورًا يهتدى به في الظلمات.
الشرك رأس المعاصي أكثر من مجرد خطيئة
تُوصَف المعاصي بأنها "قذارة"، لا مجرد خطأ شرعي. فالشرك، بحسب ما ورد، هو رأس كل المعاصي، وهو أول ما فُتن به البشر حينما عظّموا الصالحين حتى عبدوهم، فكان الشرك نتيجة طبيعية لهذا الغلو.
المتحدث لم يخفِ استياءه من هذا المسار التاريخي، مشيرًا إلى أن الشرك "جنون"، وأن المشرك "مجنون" فكريًا.
مواقف الموحدين ثبات في وجه النار
عُرضت أمثلة من حياة الأنبياء كإبراهيم عليه السلام حين أُلقي في النار، والتي كانت نارًا لا مثيل لها في قوتها حتى كانت تسقط الطير من السماء، ورغم ذلك ظل إبراهيم مطمئنًا، مرددًا: "حسبي الله ونعم الوكيل".
هذه المشاهد تبرز الفرق الجوهري بين الموحد الذي يسكنه اليقين، والمنافق الذي تسيطر عليه الخيالات والخوف.
لا سلطان للشيطان على الموحدين
تم التذكير بأن الشيطان لا يملك سلطانًا على عباد الله المخلصين، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان"، ويُعلق ابن القيم أن السلطان المقصود هنا هو الحجة والبرهان، فالشيطان لا يستطيع أن يُقنع قلبًا موقنًا، ولا أن يُزعزع توحيدًا راسخًا.
التوحيد ملاذ النجاة في زمن الفتن
الدعوة الختامية كانت واضحة: "خذوا ما تعرفون ودعوا ما تنكرون". فلا جدوى من الركض خلف الجدالات أو الأسماء اللامعة التي تخالف الوحي. فكل فتنة لا تعصمك إلا عقيدتك، وكل انحراف لا ترده إلا كمال التوحيد.
التوحيد في الإسلام، هل يستطيع الله أن يخلق مثل نفسه، الشرك العقائدي، السيدة مريم، عيسى عليه السلام، المعتزلة، الفرق الإسلامية، الفتن في العقيدة، الحماية من الشيطان، ابن القيم، مواقف الأنبياء، العقيدة الصحيحة، الإسلام والفلسفة، الرد على الشبهات، الشرك بالله، الإيمان بالمعجزات