لماذا استدعى عبد الحكيم عامر قيادات الجيش المصري من سيناء يوم 5 يونيو 67؟ الفريق سعد الدين الشاذلي يكشف مفاجآت النكسة
قال الفريق سعد الدين الشاذلي في مقابلة تلفيزيونية عبر فضائية «الجزيرة»: إنه في يوم 4 يونيو، وصل ضابط اتصال من القيادة في سيناء ليبلغني بأنني مطلوب يوم 5 يونيو الساعة 8 صباحاً في منطقة معينة، حيث من المقرر أن يصل المشير عبد الحكيم عامر للالتقاء بالقادة الموجودين هناك. كانت المنطقة التي أُرسل إليها، على الرغم من عدم وضوح موقعها المحدد، في مطار فايد، الذي كان أقرب إلى موقع إقامتي في سيناء. نظراً لأن المسافة بيني وبين مطار فايد كانت بعيدة، وكانت الطرق غير معبدة، فقد كان الوصول صعباً ويتطلب وقتاً طويلاً، يصل إلى خمس ساعات.
تم تحديد موعد وصول طائرة هليكوبتر الساعة 6:00 صباحاً لنقلي إلى الموقع. في ذلك الوقت، كنت في القطاع الأوسط جنوب سيناء، وفي المعاد المحدد، وصلت الطائرة الهليكوبتر وركبتها. وصلت إلى الموقع في حوالي الساعة 6 صباحاً، وقبل بدء الحرب، كان الوضع هادئاً ولم يكن هناك إطلاق نار.
عندما وصلت، وجدت القادة الكبار في الموقع، وكانوا في حدود ثمانية أو تسعة أشخاص. من بينهم قادة الفرق في القطاع الشمالي، مثل عبد العزيز سليمان، والقطاع الأوسط، مثل نصار عبد نصار، والقطاع الجنوبي، مثل عبد القادر حسن. كما كان هناك قادة ميدانيون آخرون، مثل صلاح محسن وعدد من المعاونين.
بعد وصولنا بفترة قصيرة، سمعنا انفجارات. خرجنا للاستطلاع ووجدنا أن المطار الذي كنا فيه يتعرض للقصف. بدأنا نتساءل عن سبب بدء الحرب بدون وجود قادة في مواقعهم، وكيف أن القيادة كانت غائبة تماماً عند بدء الهجوم الإسرائيلي. لم يكن هناك توضيح واضح لهذه التساؤلات حتى الآن، مما يثير العديد من علامات الاستفهام حول كيفية بدء الحرب دون وجود قادة في المواقع العسكرية.
في تلك اللحظات الأولى من الحرب، كانت الطائرات المصرية قد دُمرت بالكامل في غضون ساعة أو ساعتين، ولم يكن من الممكن لأي طائرة حربية مصرية أن تقوم بأي عمليات عسكرية بسبب السيطرة الجوية الإسرائيلية. على الرغم من محاولتنا العودة، لم يكن هناك أي إمكانية للطيران بسبب السيطرة الجوية الإسرائيلية.
القيادة الميدانية في سيناء لم تكن لديها خطة هجومية واضحة حتى ذلك الوقت. كان الفريق عبد الحكيم عامر، الذي تولى قيادة القوات المسلحة المصرية، يفتقر إلى الخبرة العسكرية الميدانية وكان معروفاً بأسلوبه القيادي القائم على الامتيازات والولاء الشخصي بدلاً من الكفاءة العسكرية. هذا الأسلوب انعكس سلباً على أداء القيادة العسكرية وأدى إلى الهزيمة في عام 1967.
فيما يتعلق بمقتل عبد الحكيم عامر، لا أستطيع تقديم إجابة قاطعة سواء بالتأكيد أو بالنفي، حيث لا يزال هناك إشاعات متضاربة حول ما إذا كان قد انتحر أم قُتل. بعض المؤرخين يعتقدون أن الحالة العسكرية المضطربة كانت نتيجة للتفكك داخل الجيش المصري، الذي كان يعاني من تباين في الولاءات بين عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، مما ساعد على وقوع الهزيمة.
كان عبد الحكيم عامر يتمتع بسلطة كبيرة في المجلس العسكري، وكان يجنِّب جمال عبد الناصر السيطرة الكاملة على القوات المسلحة. حاول عبد الناصر في بعض الأحيان تقليص سلطات عامر، لكنه فشل في تحقيق ذلك، مما أدى إلى استمرار سيطرة عامر شبه الكاملة على الجيش، مما ساهم في الظروف التي أدت إلى الهزيمة في 1967.